للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعمالها الخانات والأمراء، واستدعى (١) منه أورخان إقطاع سر ماري (٢)، فأجابه إليها لسخطه على شرف الدين أزدَرَه صاحبها (٣).

ثم إن جلال الدين سار إلى منازجرد لترتيب المحاصرة، فوصل إليه ركن الدين جهان شاه بن طغرك صاحب أرزن الروم ثانيا، وأعلمه باتفاق ملوك الشام والروم عليه، وقال: إن الرأي في مبادرتهم قبل أن يجتمعوا، فأمره عند ذلك أن يرحل صوب أرزن الروم، فيتجهز بها، ويرحل السلطان بعده بخمسة أيام في عساكره، فيذهبان إلى خرت برت (٤) ويقيمان بها منتظرين حركة العسكرين، فأيهما تحرك أولًا ساقا إليه قبل اتصاله بصاحبه، فمرض بها مرضًا شديدا، وكانت الخانات والأمراء يحضرون الباب أيام مرضه على العادة، ثم تواترت كتب ركن الدين مُعْلمةً بحركة العسكرين على نية الاجتماع، فحين خف عنه المرض، ركب فنزل شرف الملك الوزير بعسكره وعسكر العراق على منازجرد، وتكين مُقْطع خُوّى، على بركري (٥)، وجردَّ أمامه أو ترخان في ألفي فارس برسم اليزك، فصادف بِيَاشْجُمان عسكر ارزنجان وخرت برت، فالتقاهم، ثم شاعت الهزيمة في الروم فقتلوا، وفي ثاني اليوم وصلت عساكر الروم والشام فتلاقوا، وجرى بينهم قتال شديد، فانهزم جلال الدين وأُسِر [١١٤] ألغ (٦) خان، وأطلس ملك، وعدَّة من المفاردة، فأمر كيقباد بضرب أعناقهم على ما ذكرناه مفصلا (٧).


(١) "استرعي" في سيرة منكبرتي، ص ٣٢٥.
(٢) "سر من رأى" كذا في الأصل، والمثبت من سيرة متكبرني، ص ٣٢٥، وسر ماري: قلعة حصينة وولاية واسعة بين تفليس وخلاط. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٨٢.
(٣) "ورد هذا الخبر" في سيرة منكيرتي، ص ٣٢٥.
(٤) خَرْتَ بِرْتُ: إحدى قلاع أرمينية الكبرى، على مسيرة يومين من ملطية، وهو الحصن المعروف بحصن زياد. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٤١٦.
(٥) بركري: مدينة في نواحي خلاط. انظر: تقويم البلدان، ص ٣٨٩؛ سيرة منكبرتي، ص ٢٧٥، حاشية (٣).
(٦) "ألاع" كذا في الأصل، والمثبت من سيرة منكبرتي، ص ٣٣١.
(٧) لمعرفة المزيد عن هذه الأحداث. انظر: سيرة منكبرتي، ص ٣٢٩ - ص ٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>