للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زالت دولتهم انضوى إلى شمس الدولة ومدحه، وكان إذا خلا بِه يصف له بلاد اليمن وكثرة أموالها وخيرها، وضعف مَن فيها، وأنها قريبة المأخذ لمن طلبها.

ومن جملة شعره في ذلك قوله في القصيدة التي أولها:

العلْمُ مُذْ كَانَ مُحْتَاجًا (١) إلَى الْعِلْمِ … وَشَفرَةُ السَّيْفِ تَسْتَغني عَنِ الْقَلَمِ

كَمْ تَتْرُكُ البيضُ فِي الأَجْفَانِ ظَامِئَةً … إلى المَوَارِدِ فِي الأعْنَاقِ وَالقِمَمِ

أَمَامَك الْفَتحُ مِنْ شَامٍ وَمِنْ يَمَنٍ … فَلَا تَرُدّ رؤوسَ الْخَيْل باللُّجم

فَعَمُّكَ الْملكُ الْمنصورُ (٢) سَوَّمَهَا … مَنِ الْفُراتِ إِلَى مِصْرٍ بِلَا سَأَمِ (٣)

وله قصيدة أخرى منها قوله:

أفاتحَ أرضَ النِّيل وهي منيعةٌ (٤) … على كل راجٍ فتْحها ومُؤمّلِ

متى توقد النار التي أنت قَادحٌ … بغمْدَانَ [مشبوبًا] (٥) سناها بمنْدلِ

وتفتح ما بين الحَصين وأَبْيَنٍ … وصنعاء من حِصْنٍ حَصِينٍ ومَعْقِلِ (٦)

وقال ابنُ أبي طي: ووافق ذلك أنه كاتَبَه رجل من أهل اليمن، يقال له هاشم بن غانم، وأطمعه [في المعاونة] (٧) لأن صاحب اليمن عبد النبي كان قد تعدى على هذا الشريف هاشم، فأعلم شمس الدولة أصحابه بعزمه على اليمن فأجابوه، وتجهز، ثم دخل على أخيه السلطان واستأذنه في دخول اليمن، فأذن له، وأطلق له مُغَلّ (٨) قوص (٩) سنة، وزوّده فوق ما كان في نفسه، وأصحبه جماعةً من الأمراء ومقدار ألف فارس خارجا


(١) "محتاج" في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٥٣؛ وانظر أيضا: مفرج الكروب، ج ١، ص ٢٣٨ - ٢٤٠.
(٢) المنصور: يقصد بها أسد الدين شيركوه.
(٣) أورد أبو شامة أبياتًا أخرى من القصيدة في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٥٣.
(٤) "عظيمة" في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٥٣.
(٥) "مشوبا" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت هو الصواب من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٥٣.
(٦) ذكر أبو شامة بيتين آخرين من القصيدة، كما ذكر أبياتًا من قصيدة أخرى، انظر: الروضتين ج ١ ق ٢، ص ٥٥٣.
(٧) ما بين الحاصرتين إضافة من الروضتين يحتاجها السياق. انظر: الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٥٣.
(٨) يقصد ما تغله قوص في السنة.
(٩) قوص: مدينة كبيرة بصعيد مصر، كانت محط التجار القادمين من عدن. انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٢٠٠، وهي مركز بمديرية قنا، انظر: القاموس الجغرافي، ق ٢ ج ٤، ص ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>