للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبريز، ونهبها، وعاد إلى القلعة بالنهب ليجعله مَدْخورا فيها، فصادفه [١١٨] طائفة من التتار فقتلوه وأخذوا ما معه، فملكت القلعة أخت (١) له، وكل هذا أمر يسير (٢).

ومنها أنه وصل جهان بهلوان من الهند إلى العراق ومعه سبع مائة فارس، وذلك أن السلطان جلال الدين رتبه مقدما على عسكره بالهند، فأحسن السياسة، فقصده عسكر أيلتمش (٣) قطرده عنها، وتخلف جماعة منهم: الحسن قزلق الملقب بوفا ملك، فلما وصل جهان بهلوان رسم له جلال الدين بعشرين ألف دينار تحمل إليه من مال العراق، وأن يُشَتي بالعراق ليعود إلى الخدمة، وصادف وصوله من الهند عود السلطان على الوجه الذي تقدم ذكره، وكان يريد المثول بين يديه، فجاءت الأخبار بورود التتار، فحالت بينهما (٤).

ومنها أنه ولد للملك العزيز (٥) بن الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب حلب ثلاثة أولاد ذكور، أحدهم: وهو أول أولاده سماه غازي (٦) ولقبه الظاهر، والثاني: سماه العادل (٧)، والثالث: سماء صلاح الدين (٨) يوسف ولقبه بالناصر (٩).


(١) "ابن أخت" كذا في الكامل، ج ١٢، ص ٤٩٤؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٣٠٨.
(٢) وردت هذه الأحداث بتصرف في الكامل، ج ١٢، ص ٤٩٣ - ص ٤٩٤؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٣٠٦ - ص ٣٠٨.
(٣) أيلتمش: هو شمس الدين إيلتمش أحد أرقاء الترك في الدولة الغورية، وقد سار إلى بلاد الهند بعد سقوط هذه الدولة، وتمكن من تأسيس إمارة في الجزء الشمالي من هذه البلاد، وقد حكم هذا الرجل مدينة دهلي من ٦٠٨/ ٦٣٤ هـ (١٢١١/ ١٢٣٦ م). انظر: سيرة منكبرتي، ص ١٦٥، حاشية (١).
(٤) وردت هذه الأحداث بتصرف في سيرة منكبرتي، ص ٣٤٦ - ص ٣٤٧.
(٥) الملك العزيز بن الظاهر غازي: هو محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب بن شادي، الملك العزيز غياث الدين بن الملك الظاهر بن الناصر، صاحب محلب، ولد خامس ذي الحجة سنة ٦١٠ هـ من ضيفة خاتون بنت الملك العادل بن أيوب، ولى السلطنة وعمره أربع سنين، وجعلوا طغريل الخادم أتابكه يسوس الأمور، توفي سنة ٦٣٤ هـ، ودفن بالقلعة، وكان عمره ثلاثا وعشرين سنة وشهورا، ومدة ملكه قريب العشرين سنة، وأقيم بعده ولده الملك الناصر يوسف وهو طفل أيضا.
انظر: وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٩ - ص ١٠؛ المختصر، ج ٣، ص ١٥٨؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٢١٧؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٥٦؛ المرآة، ج ٨، ص ٤٦٥؛ شفاء القلوب، ص ٣٠٨؛ الشذرات، ج ٢، ص ٢١٧؛ ترويح القلوب، ص ٩٥.
(٦) الملك الظاهر غازي بن محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب بن شاذي، الملك الظاهر بن العزيز بن الظاهر بن الناصر، وهو شقيق السلطان الملك الناصر يوسف، وأمهما تركية، قتل مع أخيه الناصر بين يدي هولاكو سنة ٦٥٩ هـ.
انظر: المختصر، ج ٣، ص ٢١٢؛ شفاء القلوب، ص ٣٧٤؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٢٩٨؛ ترويح القلوب، ص ٩٥.
(٧) في شفاء القلوب اسمه: الظاهر وليس العادل، وهو الظاهر علي بن العزيز محمد بن الظاهر غازي بن الناصر يوسف بن أيوب بن شاذي. انظر: شفاء القلوب، ص ٣٧٤؛ ترويح القلوب، ص ٩٥.
(٨) الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز محمد بن الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين صاحب الشام ولد سنة ٦٢٧ هـ، وسلطنوه بعد أبيه سنة ٦٣٤ هـ، ودير المملكة شمس الدين لؤلؤ، وقتل في تبريز على يد هولاكو وهو وأخوه الملك الظاهر غازي وجميع أتباعه وأقاربه سنة ٦٥٩ هـ، وقيل سنة ٦٥٨ هـ وهو أخر ملوك بني أيوب. انظر: وفيات الأعيان، ج ٤، ص ١٠؛ المختصر، ج ٣، ص ٢١١ - ص ٢١٢؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٢٩٩ - ص ٣٠٠؛ ترويح القلوب، ص ٩٥.
(٩) ورد هذا الخبر في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>