كما نقل العيني أيضًا عن العماد الأصفهاني؛ وهو عماد الدين أبو عبد الله بن صفي الدين أبو الفرج محمد بن نفيس الدين، الملقب بالعماد الكاتب، المتوفى سنة ٥٩٧ هـ / ١٢٠١ م، الذي يعد حجة في فترة من فترات العصر الأيوبى، بحكم عمله كاتبًا في ديوان الإنشاء بمصر في عصر صلاح الدين، ولازمه في حله وترحاله، حتى أصبح بمثابة سكرتير خاص.
وقد اقتبس العيني من كُتب العماد الأصفهاني الكثير؛ خاصة "البرق الشامي"، "الفتح القسي في الفتح القدسي"، "خريدة العصر وجريدة القصر"، فضلا عن بعض أشعار ديوانه. وهذه الكتب تناولت أحداث هامة وأخبارًا قيمة؛ فالبرق الشامي ذكر حياة العماد الأصفهاني في العراق، منذ كان في خدمة السلاجقة وحتى وفاة صلاح الدين الأيوبي، أي من سنة ٥٦٢ هـ - ٥٨٩ هـ / ١١٦٧ - ١١٩٣ م وفي هذه الفترة اتصل بنور الدين محمود ومن بعده بصلاح الدين الأيوبي.
أما "الفتح القسي" فقد تناول تحرير فلسطين وبلاد الشام من يد الفرنجة في الفترة من سنة ٥٨٣ هـ - ٥٨٩ هـ / ١١٨٧ م - ١١٩٣ م.
أما الكتاب الثالث "الخريدة" فقد غلب عليه الطابع الأدبي. وهو مقسم إلى عدة أقسام؛ قسم عن شعراء الشام، قسم عن شعراء مصر، قسم عن شعراء العراق، وقسم خاص بشعراء اليمن والمغرب.
كذلك اعتمد العيني على كتابي ابن الأثير - (علي بن أحمد بن أبي الكرم) - المتوفي سنة ٦٣٠ هـ / ١٢٣٣ م؛ فالأول كتاب "التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية" وهو يتناول تاريخ ملوك الموصل من الأتابكة في الفترة من سنة ٤٧٧ - ٦٠٧ هـ / ١٠٨٤ - ١٢١١ م.
والثاني كتاب "الكامل في التاريخ" وهو موسوعة كبيرة في التاريخ العام للعالم الإسلامي. ابتدأه بأول الزمان، وأنهاه بعام ٦٢٨ هـ/ ١٢٣١ م.
كذلك نقل العيني من كتاب "الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية"، لأبي شامة - (شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي)، المتوفي سنة