للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو العباس الخضر بن نصر بن عقيل بن نصر الإربلي؛ الفقيه الشافعي (١)، كان فقيها فاضلا عارف بالمذهب والفرائض والخلاف، واشتغل ببغداد على الكِياهِراسي وابن الشاشي، ولقى عدة من مشايخها، ثم رجع إلى إربل، وبني له بها الأمير أبو منصور سُرفتكين بن عبد الله الزيني -صاحب (٢) نائب إربل- مدرسة القلعة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ودرس فيها زمانا، وهو أول من درس بإربل، وله تصانيف حسان كثيرة في التفسير والفقة وغير ذلك، وله كتاب ذكر فيه ست وعشرين خطبة للرسول (- صلى الله عليه وسلم -) وكلها مسندة، واشتغل عليه خلق كثير، وانتفعوا به. وكان رجلا صالحا زاهدا عابدا ورعا متقللا في نفسه مباركا، وكان قدم دمشق فأقام بها مدة، وأثنى عليه ابن عساكر في تاريخ دمشق، ثم رجع إلى إربل، ومن جملة من تخرَّج عليه؛ الفقيه ضياء الدين أبو عمر، وعثمان بن عيسى بن دِرباس الهمداني، وتوفي ليلة الجمعية الرابع عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة بإربل، ودفن بمدرسته التي في الربض في قبة منفردة، وقبره يزار (٣). وقال ابن خلكان (٤): وزرته كثيرا، وتولى موضعه ابن اخيه.

عز الدين أبو القاسم نصر بن عقيل بن نصر؛ وكان فاضلا، ومولده بإربل في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وسخط عليه الملك المعظم مظفر الدين صاحب إربل، وأخرجه منها، فانتقل إلى الموصل، وسكن في رباط ابن الشهرزوري، ولم يزل هنالك إلى أن توفي في ثالث عشر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وستمائة، وكان له ولد يسمى شرف الدين محمد (٥)، وكانت له اليد الطولى في عمل الدوبيت، ومولده في رجب سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بإربل، وتوفي ليلة السبت الثامن والعشرين من المحرم سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بدمشق، ودفن في مقابر الصوفية.


(١) انظر ترجمته في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٧؛ السبكي: طبقات الشافعية، ج ٤، ص ٢١٨، المطبعة الحسينية، القاهرة.
(٢) "حاجب" في نسخة ب.
(٣) ورد هذا النص في وفيات الأعيان، ج ٢، ص ٢٣٧ - ٢٣٩.
(٤) وفيات الأعيان، ج ١، ص ٢٣٨ - ٢٣٩.
(٥) "مشرف" في نسخة ب وهو خطأ في النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>