للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرة، وتوفي يوم السبت تاسع عشر ربيع الأول منها. وخلف ولدين نجيبين، فبلغ كل واحد منهما نحو ثلاثين سنة من العمر، وتهيأ للولايات، فمات الأكبر، ثم تبعه أخوه بعد قليل، ودفنا عند أبيهما (١). وفي المرآة (٢): وكان فاضلًا عادلًا منصفًا، محبًا للعلماء والصالحين، وكانت داره مأوى لهم. قال السبط: وكان يحب جدي -يعني ابن الجوزي- ولجدي فيه (٣) مدائح كثيرة، وله على جدى فضل كبير، وكان لقبه زعيم الدين.

عمر بن محمد بن عبد الله أبو شجاع البسطامي البلخي (٤)؛ كان فقيهًا فاضلًا شاعرًا فصيحًا، وكان ينشد في مجالس وعظه، ومن شعره:

لقد هَبَّتْ الريحُ من بَلْدَتي (٥) … فيا حبَّ ساكِن ذاك البَلَدُ

فقُمتُ إليها وعانَقْتُها … وَمَا عانَقَ الرِّيحَ قلبي أَحَدْ

قلت: ومن هاهنا أخذ القائل، ولعله "أخذه" (٦) من قول القائل:

هَبَّتْ شمالًا فَقَال يا بلدُ … أتَتْ به طابَ ذلك البلدُ

وَقَبَّلَ الريحَ من صبابتهِ … مَا قَبَّلَ الريحَ قَبْلَهُ أَحَدُ (٧)

أرسلان شاه بن طغرل بن ملكشاه (٨)؛ توفي في هذه السنة، وجلس بعده في الملك طغرل شاه، وكان صغير السن، والذي تولى أمره محمد بن أيلدكز ويلقب بالبهلوان، فأقام بهمدان يدبر الأمور، وبعث أخاه القزل، فاستولى على أذربيجان، وبعث البهلوان يطلب من الخليفة السلطنة لطغرل شاه، فطرد رسوله، ولم يلتفت إليه.

شَملةُ التركماني (٩) صاحب خوزستان؛ توفي في هذه السنة، وكان قد غلب على بلاد فارس وخوزستان، وبنى بها قلاعًا، وقوى على السلجوقية، وكان يُظهر طاعة الخليفة


(١) ورد هذا النص بتصرف في المنتظم، ج ١٨، ص ٢١٧.
(٢) ورد هذا النص بتصرف في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٠٩.
(٣) "فيه" مكررة في نسخة ب.
(٤) انظر ترجمته في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٠٩؛ الشذرات، ج ٤، ص ٢٣٨.
(٥) "بلدي" في نسخة ب.
(٦) ما بين الأقواس ساقط من ب.
(٧) ورد هذا الشعر في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٠٩.
(٨) انظر ترجمته في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٠٨ - ٢٠٩.
(٩) انظر ترجمته في الكامل، ج ١٠، ص ٦، ص ٧١؛ العبر، ج ٤، ص ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>