للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن خلكان (١): قال لي شيخنا الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري، حافظ مصر، وقد جرى ذكر تاريخ ابن عساكر، وأخرج لي منه مجلدًا، وطال الحديث في أمره واستعظامه، وقال: ما أظن هذا الرجل إلا عَزَمَ على وضع هذا التاريخ من يوم عقل على نفسه، وشرع في الجمع من ذلك الوقت، وإلا فالعمر يقصر عن أن يجمع الإنسان فيه مثل هذا الكتاب بعد الاشتغال. ولقد قال الحق، ومن وقف عليه عرف حقيقة هذا الكتاب، ومتى يسع الإنسان الوقت حتى يضع مثله، وهذا الذي ظهر هو الذي اختاره، وما صح له هذا إلا بعد مسودات ما يكاد ينضبط حصرها (٢).

وقال ابن كثير: وله "أطراف السنن الأربعة" (٣) و"الشيوخ النُبل"، و"تبيين كذب المفترى على أبي الحسن الأشعري". وقال ابن الجوزي (٤): وكان شديد التعصب لأبي الحسن الأشعري، حتي صنف كتابًا سماه: "تهذيب المفترى على أبي الحسن الأشعرى".

وفي المرآة (٥): وكان ولده أبو محمد القاسم يقول: سمع أبي من ألف شيخ وثلثمائة شيخ وبضع وثمانين امرأة، وسمع منه الحافظ أبو العلاء الهمداني، وهو أكبر منه، وذكر ابنه القاسم أنه صنف ستين كتابًا، وكانوا يفضلونه على الخطيب، ولأجله بني نور الدين دار الحديث بدمشق، وعاش ابنه القاسم إلى سنة ستمائة، وتوفي بها (٦). وقال السبط (٧): توفي الحافظ ابن عساكر ليلة الاثنين حادي عشر رجب من هذه السنة، وقد بلغ من العمر اثنين وسبعين سنة وستة أشهر وعشرة أيام، وصُلى عليه بجامع دمشق وميدان "الحصا" (٨) صلى عليه القطب النيسابوري، وحضر السلطان صلاح الدين صلواته. (٩)


(١) انظر: وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٣١٠ - ٣١١.
(٢) إلى هنا توقف العيني عن النقل من ابن خلكان.
(٣) كذا في الأصل، وفي البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣١٤، "أطراف الكتب الستة".
(٤) انظر: المنتظم، ج ١٨، ص ٢٢٤ - ٢٢٥.
(٥) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢١٣ - ٢١٤.
(٦) أبو محمد القاسم الملقب بهاء الدين ابن الحافظ توفي سنة ٦٠٠ هـ/ ١٢٠٤ م بدمشق. انظر: وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٣١١؛ شذرات الذهب، ج ٤، ص ٣٤٧.
(٧) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢١٣.
(٨) ميدان الحصا: ميدان قبلي دمشق. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٥٩٥.
(٩) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>