للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العساكر (١)، وأمير المعشر، وهو صاحب حصن حارم، وقد حسده أمثالُه (٢) من الأمراء والخدام، فسلَّموا لابن العجمي الاسْتبداد بتدبير الدولة، فقفز عليه الإسماعيليّة يوم الجمعة بعد الصلاة في جامع حلب فقتلوه.

واستقل كمشتكين بالأمر، فتكلم فيه حسّادُه، وقالوا للملك الصالح: ما قتل وزيرك ومُشيرَك ابن العجمي إلا كمشتكين فهو الذي حسّن ذلك للإسماعيليّة، وقالوا له: أنت السلطان وكيف يكون لغيرك حُكمٌ أو أمر! فما زالوا به (٣) حتى قبض عليه، وطالبوه بتسليم قلعة حارم. فكتب إلى نوابه بها "فنبَوْا" (٤) وأبَوْا، فحملوه ووقفوا به تحت القلعة، وخوّفوه بالصرعة، فلما طال أمره، قصر عمره، ونزل عليه الإفرنج، ثم رحلوا بقطيعة بذلها لهم الملك الصالح واستنزل عنها أصحاب كمشتكين، وولى بها مملوكا لأبيه يقال له [سرخك] (٥).

وقال ابن الأثير (٦): سار الملك الصالح من حلب إلى حارم ومعه كمشتكين، فعاقبه ليأمُرَ مَنْ بها بالتسليم، فلم يجب إلى ما طلب منه، فعُلق (٧) منكوسا، ودُخِّنَ تحت أنفه فمات. وعاد الملك الصالح عن حارم ولم يملكها. ثم إنه أخذها بعد ذلك (٨).

قال ابن شداد (٩): أما الملك الصالح فإنه تخبَّط أمره، وقبض على كمشتكين صاحب دولته، وطلب منه تسليم حارم إليه، فلم يفعل، فقتله. ولما سمع الفرنج بقتله نزلوا على حارم، طمعا فيها، وذلك في جمادى الآخرة، وقاتل عسكر الملك الصالح العساكر الإفرنجية. ولما رأى أهل القلعة خطرها من جانب الفرنج، سلموها إلى الملك


(١) مقدم العسكر: تعني كلمة مقدم قائد الجيش المرابط عند الحدود. انظر: ابن الكردبوس: تاريخ المسلمين في الأندلس، ص ٤٢.
(٢) "أولاده" في نسخة ب.
(٣) "عليه" في نسخة ب.
(٤) ما بين قوسين ساقط من نسخة ب.
(٥) "سرجك" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت بين الحاصرتين من الكامل، جـ ١٠، ص ٨٨؛ الروضتين، جـ ١ ق ٢، ص ٧٠٥.
(٦) انظر: التاريخ الباهر، ص ١٧٨.
(٧) "فعلقوه" في نسخة ب.
(٨) كرر الناسخ في نسخة ب جملة "ثم أخذها بعد ذلك".
(٩) انظر: النوادر السلطانية، ص ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>