للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في البلد، وكانوا يضعون في يده مغرفة، يعني أنها قلم، وقد غَمَس تلك المغرفة في العذرة، ويقولون: وقِّعْ لنا يا مولانا، هذا فعلهم به مع حسن سيرته فيهم، وكفه عن أموالهم، ثم خلص منهم ودُفِن.

وفي المرآة (١): ابن العطار هو صاحب المخزن، ونائب الوزارة، واسمه منصور بن نصر بن الحسين أبو بكر، ويلقب بظهير الدين، وكان هو الذي تسبب (٢) لقتل الوزير ابن رئيس الرؤساء، وكان في عزمه أن يولى الخلافة أبا منصور، فانخرمت عليه القاعدة، فلما بويع الإمام الناصر لم يحضر واعتذر بالمرض، وإنما كان به مرض القلب، حيث تيقن الهلاك، وقبض عليه الخليفة في السابع من يوم بيعته، ووكل به في حجرة في داره، وقبض على أصحابه، ونهبت دورهم، ونهبت العامة داره وأحرقوا سقوفها، وكانت على دجلة. فلما كانت ليلة السبت ثامن ذي القعدة نُقل إلى التاج وقُيِّد، وأُخرج ليلة الأربعاء حادي عشر ذي القعدة ميتا، وفيه آثار الضرب، فسلم إلى [أخيه فغسله وكفنه] (٣). فلما كان وقت الفجر من يوم الأربعاء أخرج في تابوت على رؤوس الحمالين؛ ليذهبوا به إلى قبر أحمد بن حنبل، وبلغ التابوت إلى [عقد] (٤) الحديد، فصاح بعض الناس يا عوام هذا ابن العطار الذي سلط عليكم مسعود النقيب، فأخذ أموالكم وفعل وفعل، ورجمه بآجُرَّة وتتابع الآجُر، فرمى الحمالون وانهزموا، فجردوه من الكفن، وجعلوا في رجله شريطا وشحطوه (٥) في دروب بغداد، وصاحوا عليه يا عجيل بن عجيل، وشوهوا به (٦) ومثلوا به أقبح مثله، وكان مسيئا إلى الخلق الخاص والعام والعسكر والرعية، ثم أنهم جمعوا له حطبًا ليحرقوه، بعد أن قطعوه قطعا قطعا، فركب فطرس شحنة بغداد وأراد أن يخلصه منهم، فرجموه وقاتلوه إلى الليل، فحجز الليل بينهم (٧)، ويقي من لحمه قطعة، فجاء [الناس] (٨) فحملوها إلى مقابر أحمد، فدفنوها بها.


(١) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٨؛ انظر أيضًا: النجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ٨٥.
(٢) "سببًا لقتل" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٨.
(٣) "أخته فغسلته وكفنتها في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت بين الحاصرتين من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٨.
(٤) "عند" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٨ حيث ينقل العيني عنه.
(٥) "فشحططوه" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٩.
(٦) "وشبهوا" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٩.
(٧) "فحجز بينهم الليل" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٩.
(٨) "ناس" في نسخة أ؛ "وأناس" في نسخة ب، والمثبت بين الحاصرتين من مرآة الزمان حيث ينقل العينى عنه، جـ ٨، ص ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>