للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمشق، وكان "يومًا" (١) مشهودًا، ودفن بمقابر الصوفية عند المنيبع (٢)، وتزوج الفخر بن عساكر بنته، وذكره ابن عساكر وأثنى عليه، وقال (٣): إنه رأى أبا نصر بن القشيري والمشايخ.

ممدود الذهبى البغدادى (٤)؛ كان مجاب الدعوة، أتهم بسرقة، وأتى به إلى باب النوبى، ومُد ليضرب، فرفع النقيب يده ليضربه، فيبست يده، فقال له حاجب الباب: مالك؟ فقال: قد يبست يدى، فرفعوه من الأرض، فعادت يده صحيحة، فمدوه، وعاد النقيب ليضربه، فيبست يده، فعلوا به ذلك ثلاث مرات، فلما كان في المرة الثالثة بكى حاجب الباب، وقام له وأجلسه إلى جانبه واعتذر له، وكتب إلى الخليفة فأخبره، فأمره أن يحسن إليه، وكانت وفاته في هذه السنة.

أبو منصور هاشم بن المستضئ (٥)، أخو الإمام الناصر لدين الله؛ مات في هذه السنة، وكان شابا حسنا دينًا، وأشار ابن العطار بتوليته الخلافة، فلم يتم ذلك، فتوفى في شعبان، ودفن عند أبيه المستضئ.

فخر الدولة بن الحسن بن هبة الله بن محمد بن على بن المطلب أبو المظفر؛ وكان أبوه أبو المعالى وزيرا، وأخوه أبو المكارم على أستاذ الدار، وكان فخر الدولة فاضلا سديد الرأى، كثير الصدقات دائم المعروف سخيا، ذا مروءة ظاهرة، وله ببغداد آثار جميلة منها؛ جامعهُ المعروف بفخر الدولة غربى بغداد، غرم عليه أموالاً عظيمة، ومنها رباطه شرقى بغداد عند عقد المصطنع عند دار الذهب، ووقف عليهما أوقافا كثيرة. وكانت وفاته في شوال، ودفن بجامعه غربى بغداد، وله شباك يشرف على دجلة (٦). وقال السبط (٧): قد رأيت هذا الجامع في سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وقد استولت دجلة عليه، فأخربت بعضه والظاهر أنها تخرب الباقى.


(١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.
(٢) المنيبع: محلة غربى دمشق. انظر: الدارس، جـ ١، ص ٣٥٥، حاشية "٥".
(٣) "قيل" في نسخة ب.
(٤) انظر ترجمته في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٣٨؛ شذرات الذهب، جـ ٤، ص ٢٦٣.
(٥) انظر ترجمته في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٣٨.
(٦) نقل العينى هذه الترجمة بتصرف من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٣٧. انظر أيضاً: الكامل، جـ ١٠، ص ١١٨.
(٧) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>