للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأبقاها عليه. وجاءه ابن الساعاتى (١) الشاعر فأنشده هذه القصيدة:

ما بعد لقياك للعافين من أمل … ملك الملوك وهذى دولة الدول (٢)

من حاتم عندما كفَّاك واهبة … حتى غدا مثلاً ناهيك من مثل

من يطلق الألف بعد الألف في طلق … كم بين طل الندى والوابل الهطل

ذر الصوارم في أغمادها فلقد … جلوتها من برود الهام في حُلَل

ما خفت، مذ كنت، غير الله من أحد … لذاك خافك حتى النوم في المقل

فلو توخيت هدم السد معتزماً … لزال خوفاً وطوعاً أن تقول زل

فانهض (٣) إلى حلب في كل سابغة … سروحها قلل تغنى عن القلل

بكر المعاقل ما خطبها مكاثرة … بكل أصمى أصم الكعب معتدل

فما سواك لها بعل وقد عطلت … فحلها وتلافيها من العطل

ومنها:

فليعلم القدس أي الفتح منتظر … حلوله وعلى الآفاق فليطل

وافاك يوسف يا بيت الخليل فلا … تأيس وأمل فيه صادق الأمل

وفى تاريخ المؤيد (٤): لما فتح صلاح الدين آمد، سار إلى الشام وقصد تل خالد، من أعمال حلب، وملكها، ثم سار إلى عينتاب وحصرها وبها [ناصرالدين] (٥) محمد، أخو الشيخ إسماعيل، الذى كان خازن نور الدين محمود بن زنكى وصاحبه، وكان قد تسلم عينتاب من نور الدين، فبقيت معه إلى الآن، فحاصرها السلطان ودخلها بتسليم صاحبها إليه، فأقره السلطان عليها، وبقى في خدمة السلطان، ومن جملة أمرائه، ثم سار السلطان إلى حلب.


(١) ابن الساعاتي، هو أبو الحسن على بن رستم بن هردوز الملقب بهاء الدين، توفى في القاهرة سنة ٦٠٤ هـ. انظر وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ٣٩٥ - ص ٣٩٦ ترجمة رقم ٤٧٨؛ شذرات الذهب، جـ ٦، ص ١٣.
(٢) وردت بعض هذه الأبيات في الروضتين، جـ ٢ ق ١، ص ١٤٠.
(٣) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٣٩.
(٤) المختصر، جـ ٣، ص ٦٦.
(٥) "ناصر" في المختصر، جـ ٣، ص ٦٦. والصحيح ما أثبتناه.
حيث يلقب محمد بن خمارتكين بناصح الدين أو بدر الدين كما ورد في زامباور: معجم الأسرات، جـ ١، ص ١٦٠ - ١٦١. أما ناصر الدين فهو لقب منكورس بن خمارتكين.

<<  <  ج: ص:  >  >>