للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانضاف إلى الملثم كل مفسد في تلك الأرض، ومن يريد الفتنة والنهب والشر. فخرَّبوا البلاد والحصون والقرى، وهتكوا الحُرَم، وقطعوا الأشجار. وكان الوالي على إفريقية عبد الواحد [بن عبد الله الهنتاتي] (١)، وهو بمدينة تونس، فأرسل إلى يعقوب صاحب المغرب وهو بمراكش يعلمه الحال.

وقصد الملثم جزيرة باشَوّ (٢)، وهي بقرب تونس، تشتمل على قرى كثيرة فنازلها وأحاط بها، وطلب أهلها منه الأمان فأمنهم، فلما دخلها العسكر نهبوا ما فيها من الأموال والغلات والدواب، وسلبوا الناس حتى ثيابهم، وامتدت أيديهم إلى النسوان والصبيان، فقصدوا لضرورتهم مدينة تونس. فأما الضعفاء، فكانوا يستعطفون من الناس، وأما الأقوياء، فكانوا يخدمون ويعملون بما يقتاتون. ودخل عليهم الشتاء فأهلكهم البرد، ووقع فيهم الفناء، فمات منهم اثني عشر ألفاً، هذا من موضع واحد، فما الظن بالباقي؟.

ولما استولى الملثم على إفريقية قطع خطبة عبد المؤمن وأولاده وخطب للإمام الناصر لدين الله (٣)، وأرسل إليه يطلب الخلع والأعلام السود. وقصد في هذه السنة مدينة قفصة فحصرها، فأخرج أهلها من بها من الموحدين، [من عساكر] (٤) ولد عبد المؤمن، وسلموها إلى الملثم، ورتب فيها جنداً من الملثمين والأتراك، وحصنها بالرجال. وأما يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن فإنه لما وصله الخبر اختار من عسكره عشرين ألف فارس من الموحدين، وقصد قلة العسكر لقلة القوت في البلاد، ولما جرى فيها من التخريب وكان ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

وفيها ................................. (٥)

وفيها حج بالناس من العراق طاشتكين، ومن الشام ست الشام وولدها حسام الدين اين لاجين وجماعة (٦) من المعتبرين.


(١) ما بين الحاصرتين إضافة من الكامل، ج ١٠، ص ١٣٦ للتوضيح. وهو عبد الواحد بن عبد الله أبو محمد المعروف بوامَجّورُ توفي سنة ٥٨٣ هـ. انظر: ابن الأبار: الحلة السيراء، ج ٢، ص ٢٧٩ - ص ٢٧٧، تحقيق حسين مؤنس، الطبعة الأولى سنة ١٩٦٣.
(٢) باشو: مدينة: ضمن إقليم جزيرة شريك بالقرب من القيروان. ياقوت: معجم البلدان، ج ١، ص ٤٧٠.
(٣) الناصر لدين الله: هو أحمد بن العباس بن المستضئ بأمر الله، ولد سنة ٥٥٣ هـ، وتولى الحكم سنة ٥٧٠ هـ وتوفي سنة ٦٢٢ هـ.
(٤) ما بين الحاصرتين إضافة من الكامل، ج ١٠، ص ١٣٧، للتوضيح.
(٥) بياض في الأصل بمقدار نصف سطر.
(٦) ورد هذا النص بالتفصيل في الكامل، ج ١٠، ص ١٣٦ - ص ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>