للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن (١) بن على بن بركة بن عَبِيده بفتح العين، أبو محمد المُقْرِئ الكرخى النحوي؛ قرأ القرآن على أبي محمد النحوي، والنحو على أبي السعادات بن الشجري، وسمع الحديث على قاضى المارستان وغيره، واستفاد منه خلق كثير، وكانت وفاته في شوال:

وله شعر جيد منه في وصف المشيب هذه الأبيات:

وما شنآن الشيب من أجل لونه … ولكنه داع إلى الموتِ مسرعُ

إذا ما بدت منه الطليعة آذنت … بأن المنايا بعدها تتطلعٌ

فإن قصها المقراض جاءت بأختها … وتطلع يتلوها ثلاثٌ وأربعٌ

وإن خُضبت خال الخضاب لأنه … يغالب صنع الله واللهُ أصنعُ

ويضحي كريش الديك فيه تَلَمُّعُ … وأفظع ما يُكساه ثوبٌ ملمعُ (٢)

ابن رئيس الرؤساء (٣)، واسمه على بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء، أبي القاسم علي بن الحسن، ابن المسلمة، أبو نصر، ابن الوزير أبى الفرج الذي قتلته الباطنية في أيام المستضئ وهو خارج إلى مكة. ولما قُتِل أبوه دخل في طريقة التصوف، وبني رباطاً بالقصر من دار الخلافة للصوفية، ورتب فيه جماعة منهم، ولم يدخل في شيء من الولايات. وكان قد سمع ببغداد أبا الوقت، وأبا الفضل الأرموى وغيرهما، وسمع منه أبو القاسم البَندنجي وغيره. وخرج من بغداد ولم يعلم به أحد، فوصل إلى دمشق، فأكرمه صلاح الدين واحترمه، بحيث أن صلاح الدين كان إذا أكل طعاماً وأكل ابن الوزير معه غسل يده معه في الطشت، فحسده شمس الدين بن هبيرة، وبلغ السلطان فقال: هذا وزير ابن وزير ابن وزير - إلى أن انقطع نَفَسُهُ - مع الدين المتين والزهد في الدنيا وغيره. وأقام عند السلطان محترماً إلى أن توفي في جمادى الآخرة، ودفن بقاسيون، وصلى السلطان عليه، وقد بلغ أربعًا وأربعين سنة.


(١) انظر ترجمته في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٦٩؛ النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ١٠٤.
(٢) سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٦٩ - ص ٢٥٠.
(٣) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، ج ٦، ص ٢٤١ - ٢٤٢؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>