للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصر وحلب وغيرها. وخرج من دمشق وقصد الكرك على ما نذكره عن قريب إن شاء الله (١).

وفي المرآة (٢): خرج السلطان من دمشق غرّة المحرم بعساكر الشام، ونزل بُصرى يرتقب وصول الحاج، وقد كان بلغه أن إبرنس يرتقب وصولهم، فخاف من غدره، ووصل الحاج في أواخر المحرم، وخلا سرّ السلطان منهم، فسار إلى الكرك على ما نذكره.

وذكر صاحب النوادر السلطانية (٣): لما كان المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة عزم صلاح الدين على قصد الكرك، فسير إلى حلب من يستحضر العسكر، وبرز من دمشق في منتصف المحرم، فسار حتى نزل بأرض منيطرا (٤) لاجتماع العساكر المصرية والشامية. وأمر العساكر المتواصلة إليه بشن الغارة على ما في طريقهم من البلاد الساحلية، ففعلوا ذلك، وأقام رحمه الله بأرض الكرك حتى وصل الحاج الشامي إلى الشام، وأمنوا غائلة العدو. ووصل قَفْل مصر الشتوى، ووصل معهم بيت الملك المظفر، وما كان له بالديار المصرية. وتأخرت عنه العساكر الحلبية بسبب اشتغالهم بالفرنج بأرض أنطاكية، وبلاد ابن لاون (٥)؛ وذلك أنه كان قد مات - لعنه الله - ووصى لابن أخيه بالملك. وكان الملك المظفر بحماة، وبلغ الخبر السلطان، فأمرهم بالدخول إلى بلاد العدو وإخماد ثائرته، وكان وصول تقي الدين إلى حلب في [سابع عشر] (٦) من محرم هذه السنة، فنزل دار عفيف الدين بن زريق وأقام بها إلى ثالث صفر، ثم انتقل [٣٢] إلى دار طمان (٧). وفي تاسع صفر سار الملك المظفر بعسكر حلب إلى حارم وأقام بها، ليعلم العدو أن هذا الجانب ليس بمهمل. وعاد السلطان إلى الشام، وكان وصوله إلى السواد في خامس عشر ربيع الأول من هذه السنة.


(١) ورد هذا النص بتصرف في الكامل، ج ١٠، ص ١٤٤؛ الفتح القسى، ص ٦١؛ النوادر السلطانية، ص ٧٥؛ مفرج الكروب، ج ٢، ص ١٨٧.
(٢) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٥٠ - ٢٥١.
(٣) ابن شداد: النوادر السلطانية، ص ٧٤ - ص ٧٥.
(٤) "نيطرا" كذا في النوادر السلطانية. والمثبت من الأصل ومن معجم البلدان، ج ٤، ص ٦٧٣. وهو حصن بالشام قريب من طرابلس.
(٥) "ليون" كذا في الأصل، والمثبت من النوادر السلطانية، ص ٧٤ حيث ينقل العينى عنه.
(٦) "السابع والعشرين" كذا في الأصل. والمثبت من النوادر السلطانية، ص ٧٤ حيث ينقل العينى عنه.
(٧) "طمان" في الأصل؛ زبدة الحلب، ج ٣، ص ٩١؛ مفرج الكروب، ج ٢، ص ١٨٧، وفي النوادر السلطانية، ص ٧٤ "كلمات" ويبدو أن هذا الخطأ مطبعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>