للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي تاريخ بيبرس: وكان حسن السيرة، عادلًا في الرعية، رفيقًا بهم، شديدًا على أهل العبث والفساد والسعاية بالناس، جاهدًا في دفع المضار عنهم، وكفِّ أكُفِّ العدوان الممتدة إليهم، وكان فاضلًا، محبًا للعلم، أديبًا.

وله شعر، منه قوله في الشمعة:

وَصَفْرَاءُ مِثْلِي في الْقِياسِ وَدَمْعُهَا … سجامٌ علَى الخَدِّيِن مِثل دُمُوعي

تَذُوبُ كما في الْحُب ذُبْتُ صَبَابَةً … وتَحْوِي حَشَاهَا ما حَوته ضُلُوعي

وفي تاريخ ابن العميد: كان منكرًا للظلم مؤثرًا للعدل، كثير الصدقات مهيبًا مخوفًا، ذا سطوة وعزيمة وبأس شديد. وله شعر جيد.

وفي المرآة: (١) كان شجاعًا مهيبًا عادلًا، أزال المظالم والمكوس، ذكيًا فطنًا فصيحًا، له واقعات عجيبة. شكى إليه رجل من القاضي فوقَّع (٢) على الرقعة إلى القاضي: "تجنب الآثام، وانصف الأنام، وخف سطوات حاكم الحكام".

وقبض على إنسان يسعى بالناس، فشفع فيه بعض أصحاب الخليفة، وبذل عشرة آلاف دينار، فقال له الخليفة: أنا أعطيك عشرة آلاف دينار، وأحضر لي إنسانًا مثله يؤذي الناس بالسعايات؛ لأحبسه وأكف شره عن الناس. ومن شعره:

عَيَّرتْنِي بالشّيبِ وَهْوَ وَقَارُ … لَيْتَها عيَّرتْ بِمَا هُوَ عَارُ

إِنْ تَكُنْ شَابَتْ الذَّوَائِبُ مِنِّى … فَاللَّيالِي [تُزِيْنُها] (٣) الأقْمارُ

الرابع في وفاته:

قال ابن كثير (٤): وكان المستنجد قد مرض في أول هذه السنة، ثم عوفي فيما يبدو للناس، وعمل ضيافة عظيمة بسبب ذلك، وفرح الناس بذلك. ثم أدخله الحكيم إلى


(١) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ١٧٧ حيث ينقل العينى عنه بتصرف.
(٢) "فرفع" في المرآة ج ٨، ص ١٧٧.
(٣) "تزينهن" في الأصل. والمثبت بين الحاصرتين من نسخة ب. وهو الصحيح.
(٤) انظر: البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٨١، حيث ينقل العيني عنه بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>