للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال العماد الكاتب (١): ولما خرجنا من حلب قصد السلطان زيارة الشيخ الفقيه الزاهد التقى أبي زكرياء المغربي، وهو في مسجده عند قبر عمر بن عبد العزيز ومَشهده.

وفي تاريخ المؤيد (٢): جعل السلطان طريقه لما رحل من حلب على قبر عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-، فزاره وزار الشيخ الصالح أبا زكرياء المغربي، وكان مقيمًا هناك، وكان من عباد الله الصالحين، وله كرامات ظاهرة.

وكان القاضي الفاضل مع السلطان في هذه المواقف المذكورة، فكتب عن السلطان إلى أخيه سيف الإسلام صاحب اليمن يَسْتدعيه إلى الشام لنصرة أهل الإسلام، فإنه قد عزم على حصار أنطاكية بنفسه، ويكون تقي الدين محاصرًا طرابلس إذا انسلخ هذا العام. ثم عزم القاضي الفاضل على الدخول إلى الديار المصرية، فسَار السلطان معه لتوديعه، ثم عدل السلطان إلى القدس الشريف (٣)، فصلى فيه الجمعة وعيّد فيه عيد الأضحى. ثم سار ومعه أخوه الملك العادل إلى عسقلان، ثم أقطع أخاه الكرك عوضًا عن عسقلان، وأمره بالانصراف ليكون عونًا لابنه الملك العزيز في الديار المصريّة على حوادث الزمان، ثم عاد السلطان فأقام بمدينة [٦٢] عكا حتى انسلخت هذه السَّنة.

وفي النوادر (٤): وكان دخول السلطان بيت المقدس وصحبته أخوه الملك العادل في ثامن ذي الحجة من هذه السنة، وصلّينا الجمعة في قبة الصخرة الشريفة، وصلينا صلاة العيد بها يوم الأحد، ثم عاد السلطان إلى خيمته وأقام بقية يومه. ثم سار يوم الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة طالبا عسقلان؛ لينظر في أحوالها ويودّع أخاه، فأقام بها أيامًا يَلُمّ شعثها ويصلح أحوالها، وودع أخاه العادل وأعطاه الكرك وأخذ منه عَسقلان، ثم عاد يطلبُ عكا على طريق السّاحل، فأقامَ بها إلى أن مضى أكثر المحرّم من السنة الآتية (٥)، ورتّب بها بهاء الدين قراقوش واليًا، وأمره بعمارة السُور والإطناب فيه، ومعه حسام الدين بشارة، ثم سار يُريد دمشق بعد وصول طائفة من عسكر مصر أودعهم في عكا بصدد


(١) الفتح القسي، ص ٢٦٣.
(٢) انظر: المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ٧٥.
(٣) انظر هذه الأحداث في الفتح القسى، ص ٢٧٤ - ٢٧٥.
(٤) انظر: النوادر السلطانية، ص ٩٦؛ الفتح القسي، ص ٢٧٥؛ الروضتين، ج ٢، ص ١٣٧.
(٥) أي سنة ٥٨٥ هـ، انظر: الروضتين، ج ٢، ص ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>