وله فيه من قصيدة:
الْمُسْتَضِيءُ الْمُسْتَضَاءُ بِهَدْيِهِ … السَّاجِدُ المُتَبتِّل
سُسْتَ الأنَامَ بِسِيرةٍ ما سَارَها … في النَّاسِ إلاَّ جَدُّك الُمُتَوكِّلُ
ومدحه الحيص بيص (١) بقوله:
أقُولُ وَقَدْ تَوَلَّى الأمْرَ حَبْرٌ … وَلِيُّ لَمْ يَزَلْ بَرًا تَقِيَّا
وَقَدْ كُشِفَ الظَّلامُ بمُسْتَضِيءٍ … غَدَا بالْخَلقِ كُلِّهِمُ حَفِيَّا
وَفَاضَ الْجُودُ وَالْمَعُروفُ حَتَّى … حَسِبْناهُ عُبَابًا أَوْ أَتيَّا
بَلغْنَا فوْقَ مَا كُنَّا نُرَجِّي … هَنِيئًا يَا بَنِي الدُّنْيَا هَنَيَّا
سَأَلْنَا اللهَ يَرْزُقَنا إِمَامًا … نُسَرُّ بِهِ فَأَعْطَانَا نَبِيَّا
ومدحه العماد (٢) الكاتب الأصفهاني (رحمه الله) بقوله:
قَدْ أَضَاءَ الزَّمَانُ بالْمُسْتَضِيءِ … وَارثُ البُرْدِ وَابْنُ عَمِّ النَّبِئ
جَاءَ بالْحَقِّ والشَّريعةِ والْـ … عَدْل فَيَا مَرْحَبًا بِهَذا الْمَجِئ
فَهَنِيئًا لأهْلِ بَغْدَادَ فَازُوا … بَعْدَ بُؤْسٍ بكُلِّ عَيْشٍ هَنِيء
وله أيضًا من قصيدة أخرى:
لَهْفِى عَلَى زَمَنِ الشَّبَابِ فَإنَّنِي … بِسِوَى التَّأَسُّفِ عَنْهُ لَمْ أتَعَوَّضِ
نُقِضَتْ عُهُودُ الغَانَياتِ وَإِنَّها … لَوْلا انْقِضَاءُ شَبِيبَتي لَمْ تُنْقَضِ
يَا حُسْنَ أَيَّامِ الصِّبَا وَكَأَنَّها … أَيِّامُ مَوْلانَا الإِمَامِ الْمُسْتَضِىِ
ذُو الْبَهْجَةِ الزَّهْرَاءِ يُشْرِق نُورُهَا … وَالطَّلْعَةِ الغَرَّاءِ وَالْوَجْهِ الوضِي
قَسَمَ السَّعادَةَ والشَّقَاوَةَ رَبُّنَا … في الْخَلْقِ بَيْنَ مُحِبِّهِ وَالْمُبْغِضِ
(١) الحيص بيص: هو شهاب الدين أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن صيفي التميمي، المعروف بحيص بيص، شاعر مشهور توفي في بغداد سنة ٥٧٤ هـ/ ١١٧٨ م. انظر ترجمته في وفيات الأعيان، ج ٢، ص ٣٦٢.
(٢) انظر قول العماد في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٤٨٥.