للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير زين الدين يوسف بن زين الدين على كُوجك بن بكتكين صاحب أربل، وهو أخو مظفر الدين بن زين الدين، كان عند السلطان صلاح الدين في هذه السنة على الخروبة، فمرض في رمضان فارتحل من الخروبة إلى الناصرة، فأقام يمرّض نفسه، وكان عنده أخوه مظفر الدين يمرضه، فيقال أنه سقاه سما فمات، وظهرت على مظفر الدين أمارات ذلك، فإنه لم يكترث لموته ولا تأسف عليه، وبلغ السلطان فحزن عليه وبكى لأنه كان صاحبه ومصافيه وشاكره وداعيه، وحزن المسلمون عليه لمكان عفته وشبابه وغربته. وقال العماد (١): أتينا مظفر الدين نعزيه ظنا منا أنه قد حزن الأخ على أخيه، فكأننا جئنا نهنيه، وإذا به مشغول عن العزاء بحيازة أمواله وأسبابه والقبض على عماله وكتابه، ثم أرسل مظفر الدين إلى السلطان يطلب منه إربل وينزل عن حران والرّها، فأجابه إلى ذلك وسأله كتابا إلى صاحب إربل في هذا المعنى وأضاف إليه شهرزور وأعمالها (٢).

قال ابن كثير (٣): وارتجع ما كان بيد مظفر الدين، وهو حران والرها وشُميساط وأعطاها الملك المظفر تقى الدين عُمر زيادة على ما بيده وهو ميّافارقين، ومن الشام حماة ومَعرّة النعمان وسليمة ومنيج وقلعة نجم وجبلة واللاذقية وبلاطنس بكسرآئيل (٤).

الأمير سوار استشهد على عكا في هذه السنة، وكان من مماليك السلطان الخواص، وقال العماد (٥): استشهد على عكا سبعة من الأمراء من جملتهم سوار المذكور، وكذلك استشهد عدة من الأكراد الشجعان، وقال استشهد في اليوم التاسع من جمادى الأولى من هذه السنة القاضى المرتضى بن قريش الكاتب، وكان قاضيا بنايلس حاكما حاذقا فاضلا ورعا رحمه الله.


(١) انظر قول العماد في أبى شامة، الروضتين، جـ ٢، ص ١٦٤.
(٢) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٦٠ - ص ٢٦١.
(٣) ورد هذا النص بتصرف في البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٦١.
(٤) "بكراسك" كذا في الأصل، ويبدو أنها خطأ من الناسخ، والتصحيح من معجم البلدان، جـ ١، ص ٧٠٦.
(٥) الفتح القسى، ص ٤٦٣، ص ٤٦٤، ولمعرفة المزيد عن وفاة القاضى المرتضى، انظر الروضتين، جـ ٢، ص ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>