للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم الأربعاء السابع والعشرين منه، توجه الملك الظاهر ابن السلطان إلى جهة حلب، بعد أن أوصى له السلطان بالتقوى فإنه رأس كل خير، وبالبعد عن سفك الدماء ومظالم الناس.

وفى الليلة الخامسة من شوال من هذه السنة، سار الملك الأفضل ابن السلطان متوجها إلى دمشق، ثم أن السلطان - رحمة الله عليه - لم يزل ينظر في أحوال الناس، ويعطى إقطاعات لأناس، ودستورًا لآخرين، ولم يزل كذلك حتى صح عنده إقلاع مركب ملك الإنكتار متوجها إلى بلاده مستهل شوال، فعند ذلك حرر عزمه على أن يدخل الساحل جريدة، ويتفقد القلاع البحرية إلى بانياس، ثم يدخل دمشق ويقيم بها أياما قلائل، ثم يعود إلى القدس ويزوره، ثم يسير إلى الديار المصرية ليتفقد أحوالها، ويقرر قواعدها، وينظر في مصالحها. (١)

قال القاضى بهاء الدين: وأمرنى بالمقام بالقدس لعمارة مارستان أنشأه فيه، وإدارة المدرسة التى أنشأها إلى حين عوده، ثم خرج السلطان من القدس ضحوة نهار الخميس، السادس من شوال من هذه السنة (٢). قال القاضى: وودعته إلى البيرة، وهى قرية بين القدس ونابلس، ونزل بها وأكل فيها الطعام، ثم رحل منها وبات على بركة الداوية، ثم نزل على نابلس ضحوة نهار الجمعة السابع من شوال، وكثرت الاستغاثات على سيف الدين على المشطوب صاحبها، وأنه زاد في رسومها ونوابها، فأقام بها السلطان إلى ظهر يوم السبت الثامن من شوال حتى كشف مظالمها، وأسقط رسومها الجائرة، ثم رحل بعد الظهر ونزل بسفسطية (٣) وتفقد أحوالها (٤).

قال ابن كثير: [١٥٦] وبات ليلة الأحد عند عقبة ظهر حمار (٥)، بموضع يعرف بالفريديسة، وأصبح راحلاً، ونزل ضحوة نهار الأحد على جينين، وهناك ودعه المشطوب وداع الأبد، فإنه توفى بعد أيام. ثم رحل يوم الاثنين وجاء ضحوة إلى بيسان، وصعد إلى


(١) نقل العينى هذا النص بتصرف من النوادر السلطانية، ص ٢٣٧ - ٢٣٩.
(٢) انظر: النوادر السلطانية، ص ٢٣٩.
(٣) سفسطية: يبدو أن العينى يقصد سبسطية وهى بلدة من نواحى فلسطين بينها وبين البيت المقدس يومان، وبها قبر زكريا ويحيى بن زكريا عليهما السلام. وهى من أعمال نابلس. انظر: معجم البلدان، جـ ٣، ص ٣٣.
(٤) نقل العينى هذا النص بتصرف من النوادر السلطانية، ٢٣٩.
(٥) ظهر حمار: قرية بين نابلس وبيسان بها قبر بنيامين أخو يوسف الصديق. انظر: معجم البلدان، جـ ٣، ص ٥٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>