يوم به التأم الكفار في عدد … جم ولكن لكسر ليس ينجبر [١٨٠]
فالروع متصل والصبر منفصل … والنفع مرتفع والنصر منحدر
جاؤا كما أقبل الطود الأشم له … من حيث ما سرت فيه مسلك وعر
وجئتهم مثل ما انقضّ القضاء فلا … والله لم يغنهم بأس ولا وزر
بنَفَس حانٍ على الإسلام … محتمل الآلام لم يثنه خوف ولا خور
حسنى إلى الخلق أهداها مَليكهم … نُعمى من الله مرحوماً بها البشر
وعصبة من بني أيوب كاشفة … الكروب ساعة وجه النصر مستتر
مدوا كما مُدّ فيضُ البحر مُلتطم … الأمواج حتى إذا قابلتهم جزروا
لقد فتحت عصاماً من ثغورهم … لولاك ما هُد من أركانها حجر
تركت أرضهم من طول ما عمرت … منهم بلاقع لا أنثى ولا ذكر
نقضت ما أبرموا أبرمت ما نقضوا … عمرت ما هدموا هدمت ما عمروا
الآن قرت جنوب في مضاجعها … ونام من لم يزل حلفاً له السهر
الآن طابت إلى البيت المقدس كـ … ـالبيت المحرم إحرام ومعتمر
يا بهجة القدس أن أضحى به علم … الإيمان من بَعد طي وهو منتشر
يا نور مسجده الأقصى وقد رفعت … بعد الصليب به الآيات والسور
يا مالك الأرض مهدها فما أحد … سواك من قائم للهدْى ينتظر
أضحى بنو الأصفر الأنكاس موعظة … فيها لأعدائك الآيات والنذر
صاروا حديثاً وكانوا قبل حادثة … على الورى يتقيها البدو والحضر
هذا الهمامُ صلاح الدين أشرف من … به الممالك والأملاك تفتخر
دانت ودامت لك الدنيا فما أحد … في الأرض إلا إلى نعماك مفتقر
يا خاطباً جنة الفردوس ممهرها … إجرا الجياد (١) لنعم الصِهْرُ والمَهَرُ
ومدحه العلم الشاتاني واسمه الحسن بقصيدته الرائية التي أولها:
أرى النصر مقروناً برايتك الصفرا … فسر واملك الدنيا فأنت بها أحرى
(١) إجرا الجياد: وتعني الجهاد.