للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ديناري ولد بكتمر وأمه فاعتقلهما بقلعة أزراش بموش (١)، وكان عمر ولد بكتمر إذ ذاك نحو سبع سنين، واستمر بدر الدين أقسنقر هزار ديناري في مملكة أخلاط حتى توفي في سنة أربع وتسعين وخمسمائة على ما نذكره إن شاء الله تعالى (٢).

وفي تاريخ بيبرس: ولما بلغ الملك العادل موت بكتمر أرسل إلى الملك الأفضل يطلب نجدة، فأرسل إليه الأفضل أخاه الملك المظفر خضرًا والأمير شهاب الدين أحمد بن المشطوب، فلما ساروا إليه إلى الفرات وعولوا على العبور طلبوا منه نفقة، فأرسل إليهم شيئا، فاستغلوه ورجعوا عنه إلى دمشق بغير دستور، وبقي الظافر في فئة قليلة على جانب الفرات، فتركه العادل وسار ومعه عسكر حلب وتوجه نحو سروج وتسلمها من نواب عماد الدين زنكي، وانتقل إلى الرقة وحاصرها، ولما تسلمها أعطاها للملك الظافر ابن صلاح الدين، ثم نزل على نصيبين وأخذها، فراسله عماد الدين زنكي وبذل له مالًا وصالحه، فدفع له نصيبين والخابور ووعده أنه إذا ملك خلاط يعيد إليه الرقة وسروج، ووصل زين الدين صاحب إربل إلى العادل وسار صحبته إلى خلاط، فلما وصلها وجد عسكرها وأهلها قد اتفقوا مع صاحبهم هزار ديناري صهر بكتمر النوري المتوفي، وهو الذي دس على بكتمر من قتله، فاجتمعوا وقاتلوا الملك العادل وصدوه عنها ولم ينل منها غرضًا، فعاد إلى الرها وأعطى العساكر دستورًا، فتوجه كل منهم إلى مكانه.

وفي المرآة: توفي بكتمر بن عبد الله مملوك شاه أرمن بن سكمان صاحب أخلاط، ولما مات شاه أرمن لم يخلف ولدًا فاتفق خواصه على بكتمر، فضبط الأمور وأحسن إلى الرعية وعدل فيهم وصاحب العلماء والصوفية، وكان حسن السيرة متصدقًا دينًا صالحًا وكان لا يمتنع من صوفي، فتقدم إليه واحد فمنعه الجاندارية (٣)، فقال دعوه، فتقدم وبيده قصة، فأخذها منه، فضربه بسكين، فشق جوفه، فمات من ساعته، فأخذوه [وقرروه] (٤)، فقال: نحن من الإسماعيلية وكانوا قد شفعوا إليه في أمر لا يليق، فلم يقبل شفاعتهم فعملوا هذا، فأحرقوه وذلك في جمادى الأولي (٥).


(١) أزراش موش: موش بلدة من ناحية خلاط بأرمينية. معجم البلدان، جـ ٤، ص ٤٨٣؛ أما عن القلعة أزراش، فلم نستدل عليها من المصادر التي وقعت بين أيدينا.
(٢) المختصر، جـ ٣، ص ٨٨، ص ٨٩.
(٣) الخازندارية كذا في المرآة، جـ ٨، ص ٢٧١.
(٤) "قرروا" كذا في الأصل. والصحيح ما أثبتناه.
(٥) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>