للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاه عليها وترتيبه المذكور فيها، وكان سبب مجيئه أنه جرى بينه وبين مقدم العسكر الذي لخوارزم المسمي مياجُق مصافّ عند زنجان (١) فاقتتلوا فانكسر عسكره، وحضر المذكور (٢) ومعه جماعة من الأمراء إلى الوزير فأكرمهم، وخلع عليهم وأعطاهم ما يحتاجون إليه من خيل وخيام وغير ذلك، وساروا إلى همذان وبها ولد لخوارزم شاه صحبة مياجق، فلما قاربهم عسكر الخليفة فارقها الخوارزمية، وتوجهوا صحبة مياجة إلى الريّ، فاستولى الوزير عليها، ورحل هو وقتلغ بن إينانج خلفهم، فاستولوا على كل بلد جازوا به (٣) [وساروا] (٤) إلى الري فلما وصلوها فارقها الخوارزمية، فسير الوزير خلفهم عسكرًا، فأتبعهم إلى دامغان وبسطام وجرجان، فلم يدركهم، فعاد العسكر إلى الريّ، فأقاموا بها ثم اتفق قتلغ بن إينانج ومن معه على خلاف الوزير لما رأوا البلاد قد خلت من الخوارزمية، فساروا وانضم إليهم عسكر، وقصدوا مدينة كرج وقد نزلوا على دربند (٥) هناك فطلبهم الوزير بعساكره واقتتلوا قتالًا شديدًا فانهزم قتلغ بن إينانج ونجي بنفسه، ورحل الوزير إلى همذان ونزل بظاهرها فأقام نحو ثلاثة أشهر، ثم أدركته الوفاة بها، فسار خوارزم شاه إلى همذان فأدرك عسكر الخليفة فصافّه في نصف شهر رمضان (٦)، فانهزم عسكر الخليفة، وغنم خوارزم شاه ما كان لهم من العدد والخيل، وقتل منهم خلقًا كثيرًا، واسترجع همدان، ونُبِشَ الوزير من قبره، وقطع رأسه وسيّره إلى خوارزم (٧).

ومنها أن الخليفة الناصر لدين الله جهز عسكرًا مع مملوك له يقال له سيف الدين طغريل، فاستولوا على أصفهان.


(١) في الأصل "بخاري"، والتصحيح من الكامل، جـ ١٠، ص ٢٣٥، حيث ينقل عنه العيني. وزنجان: بلد كبير مشهور، من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها؛ وهي قريبة من أبهر وقزوين، والعجم يقولون زنكان بالكاف. معجم البلدان، جـ ٢، ص ٩٤٨ - ٩٤٩.
(٢) يقصد به قتلغ بن أينانج. انظر: الكامل، جـ ١٠، ص ٢٣٥.
(٣) ذكر ابن الأثير البلاد التي استولوا عابها، وهي: خراقان، ومزدعان، وساوة، وأوة. الكامل، جـ ١٢، ص ٤٦.
(٤) ما بين حاصرتين إضافة من ابن الأثير للتوضيح، الكامل، ج ٢، ص ٢٣٥.
(٥) دربند: هو باب الأبواب. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٥٦٤.
(٦) في ابن الأثير: "فوقع بينه وبين عسكر الخليفة مصاف نصف شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة" انظر الكامل: ج ١٠، ص ٢٣٥.
(٧) نقل العينى هذا الحدث من الكامل، جـ ١٠، ص ٢٣٥ - ص ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>