للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ جمال الدين أبو القاسم يحيى بن على بن الفضل بن بركة بن فضلان، شيخ الشافعية ببغداد، تفقه أولا على سعيد بن محمد الرازى (١) مدرس النظامية، ثم ارتحل إلى خراسان فأخذ عن الشيخ محمد بن يحيى الزبيدى تلميذ الغزالى، وعاد إلى بغداد وقد أتقن علم المناظرة والأصلين، فساد أهل بغداد، وانتفع به الطلبة والفقهاء، وبنيت له مدرسة، فَدَرّسَ فيها، وبَعُدَ صيته، وكثرت تلامذته. وكان كثير التلاوة، وإسماع الحديث، وكان حسنًا لطيفًا ظريفًا ومن شعره:

وإذا أردت منازل الأشراف … فعليك بالإسعاف والإنصاف

وإذا بغى باغٍ عليك فخلِّه … والدهر فهو له مكاف كاف (٢)

وكان مولده سنة خمس عشرة وخمسمائة، وكان مقطوع اليد، وقع من الجمل فعملت يده، فخيف عليه فقطعت. وكانت وفاته فى شعبان منها، وحمل الفقهاء جنازته إلى الوردّية.

تقى الدين طرخان بن ماضى بن جوشن بن على بن معافى الضرير الشاغورى الشافعى، مات فى ذى الحجة، ومولده بدمشق سنة ثمان عشرة وخمسمائة. وكان إمامًا للملك العادل نور الدين محمود بن زنكى، رحمه الله.

ابنُ زُهْر (٣) الشاعر، أبو بكر محمد بن مروان بن عبد الملك بن أبى العلاء زهر بن أبى مروان عبد الملك بن أبى بكر بن محمد بن مروان بن زهر الأيادى الأندلسى الأشبيلى، هو من أهل بيت كلهم علماء رؤساء حكماء وزراء، نالوا المراتب العلية، وتقدموا عند الملوك، ونفذت أوامرهم، وكان أبو بكر محمد المذكور فكان من اللغة مكين، وكان يحفظ شعر ذى الرُمَّة وهو ثلث لغة العرب، مع الإشراف على جميع أقوال أهل الطب، والمنزلة العليا عند أصحاب المغرب، مع سمو النسب وكثرة الأموال، ذكره


(١) فى البداية والنهاية "الزار"، وفى الجامع المختصر "الرزار". انظر: البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢١؛ ابن الساعى: الجامع المختصر، جـ ٩، ص ١١.
(٢) نقل العينى هذه الترجمة إلى نهاية الشعر من البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢١. انظر أيضًا: الجامع المختصر، جـ ٩، ١١ - ١٣.
(٣) انظر ترجمته فى وفيات الأعيان، جـ ٤، ص ٤٣٤ - ٤٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>