رحل إلى المشرق، وبه تُطبب زماناً طويلاً، وتولى رئاسة الطب ببغداد، ثم بمصر، ثم بالقيروان، ثم استوطن مدينة دانية (١). وطار ذِكره منها إلى أقطار الأندلس والمغرب. وتوفى بدانية. وقال في حق [٢٤١] جد جده محمد بن مروان أنه كان بالرى حافظاً للأدب فقيهاً حاذقاً بالفتوى، مقدماً في الشورى، متقناً في العلوم. وتوفى بطليطلة سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة، وهو ابن ست وثمانين سنة، حَدَّثَ عن جماعة من علماء الأندلس، ووصفوه بالدين والفضل والجود والبذل. وزُهْر بضم الراء وسكون الهاء وبعدها راء. وذكر عماد الكاتب في الخريدة لأبي الطيب بن القزاز في بعض بنى زُهر:
قُلْ للوبا أنت وابن زُهر … قد جزتما الحدِّ في النكاية
ترفقا بالوَرى قليلا … في واحدٍ منكما كفاية
(١) دانية: مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفة البحر شرقا. معجم البلدان، جـ ٢، ص ٥٤٠.