للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السبط: ورأيت القاضي شريحًا وكان ألطف العالم وأذكاهم، وكان فاضلًا مترسلًا بليغًا، جوادًا سمحًا حسن الصورة، فصيح اللسان، متواضعًا لطيفًا، يصلح للوزارة وغيرها.

أبو الحرم مكي (١) بن ريّان بن شَبّه بن صالح الماكسيني، من أعمال سنجار، ثم الموصلى النحوى، قدم بغداد وأخذ عن ابن الخشاب، وابن العطار، والكمال الأنباري، وقدم الشام فانتفع به خلق عظيم منهم؛ الشيخ علم الدين السخاوي وغيره. وكان ضرير البصر، يتعصب لأبي العلاء المعرى لما بينهما من القدر المشترك في الأدب والعمى. ومن شعره:

إذا احتاج النوال إلى شفيع … فلا تقبله تَضْح قرير عين

إذا عيف النوالُ لفَرد مَنٍّ … فأوْلى أن يُعاف لمنّتين

ومن شعره أيضا في ألغاز اسم دَعْد:

اسم التي أنا عبدها … يا أيها الرجل الحكيمُ

تُلفيه معكوسًا كما … تلفيه إذ هو مستقيم

قال أبو شامة (٢): ويكفي من ذلك أن نقول:

اسمها إن عكسته … مثله إن تركته

وتوفي أبو الحرم بالموصل في شوال من هذه السنة، وقال: قرأ عليه شيخنا أبو الحسن السخاوي كتاب أسرار العربية للأنباري، وربما يقع تصحيف في اسم أبيه وجده، فاعلم أن اسم أبيه أوله راء مهملة بعدها باء آخر الحروف وآخره نون، واسم جده أوله سين معجمة بعدها باء موحدة على وزن حبة، وبدأ بذكره شرف الدين بن المستوفي في تاريخ إربل لأنه شيخه ووصفه وأثنى عليه.

عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلى، كان زاهدًا عابدًا، ورعًا لم يكن في أولاد الشيخ مثله، ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وسمع الحديث الكثير، وكان مقتنعًا


(١) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ٥٨ - ٥٩؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ١١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٥١.
(٢) الذيل على الروضتين، ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>