للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه، وكلهم فعل ذلك إلا رجلاً واحداً وخرج من البلاد لأجل ذلك (١) وقال أبو شامة (٢): وفيها أظهر الخليفة الأجازة التي أخذت له من الشيوخ وذكرهم في كتاب روح العارفين، ودفع إلى كل أهل مذهب أجازة عليها مكتوب بخطه أمرنا لهم ما سألوه على شرط الأجازة الصحيحة، وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى أبو العباس أحمد أمير المؤمنين، وسلمت أجازة أصحاب الشافعي إلى ضياء الدين عبد الوهاب بن سكينة؛ وأجازة أصحاب أبي حنيفة - رضي الله عنه - إلى الضياء أحمد بن مسعود التركستاني، وأجازة أصحاب أحمد إلى أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر، وأجازة أصحاب مالك إلى التقى على ابن جابر التاجر المغربي.

ومنها: (٣) إن في حادي عشر شوال جددت أبواب الجامع من ناحية باب البريد بالنحاس الأصفر وركبت في أماكنها. وفي شوال أيضاً شرع في إصلاح الفوارة والشاذروان والبركة وعمل عندها مسجدًا وجعل له إمام راتب، وأول من تولاه رجل يقال له النفيس المصري، وكان يقال له بوق الجامع لطيب صوته، وكان إذا قرأ على الشيخ أبي منصور الضرير المُصدر يجتمع عليه الناس.

ومنها (٤): إن في العشر الأخير من ذي الحجة توجه البال القبرسى لعنه الله في مراكب من عكا إلى الديار المصرية، فوصل إلى ساحل دمياط ليلاً فأرسي غربيّها، وسلك في البر بخيله ورجله إلى القرية المعروفة ببورة، وهي على ساحل النيل، فكبسها سحراً وسبي أهلها وحاز ذخائرها، وعاد على أثره في بقية يومه إلى مراكبه، وبلغ والي دمياط خبره فبادر الرجال إليه، فالتقاه قد حصل بظهر البحر في مراكبه وامتنع على طالبه ووصل بالأسرى والغنائم إلى عكا، وقد نال بفعلته هذه والتي قبلها توبة فوه من الديار المصرية في سنة ستمائة ما لم ينله أحد من الفرنج قبله ولا أقدم إقدامه.

وفيها ................................... (٥)


(١) انظر المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١١٣.
(٢) الذيل على الروضتين، ص ٦٩؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٥٤.
(٣) الذيل على الروضتين، ص ٧٦.
(٤) أنظر: الذيل على الروضتين، ص ٧٧.
(٥) بياض في الأصل بمقدار سطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>