للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رُبَّ سَوْداءَ وهي بيضاءُ مَعْنى … نافَسَ المسكَ عندها الكافُورُ

مثل حَبِّ العُيونِ يَحْسَبُه النا … سُ سَوادًا، وإنما هُو نُورُ

وقَلاقِس: جمع قُلقاس "بضم القاف" (١)، وهو معروف.

وعَيْذاب: بليدة على شاطئ بحر جدة، تعدى منها المراكب المصرية المتوجهة إلى الحجاز، على طريق في ليلة واحدة في غالب الأوقات، فتصل إلى جُدَّة، ومنها إلى مكة مسافة يوم [واحد] (٢). وجُدّةُ قبر أم البشر حواء (عليها السلام)، على ما يقال، وقبرها ظاهر هناك يزار، كذا قال ابن خلكان (رحمه الله).

عبد الله بن أحمد بن الحسين بن إسحق أبو محمد الحميري (٣)؛ ويعرف بابن [النقار (٤)] الكاتب، ولد بطرابلس سنة تسع وسبعين وأربعمائة، ونشأ بها، وقرأ الأدب. ولما استولى الفرنج عليها انتقل إلى دمشق، وكان شاعرًا فاضلًا، وله شعر رقيق، ومعنى دقيق، ومنه هذه الأبيات:

اللهُ يعلمُ أنّني ما خِلْتُه … يَصْبُو إلى الهِجرانِ [حين (٥)] وصَلْتُه

مَنْ مُنْصِفي مِن ظَالمٍ مُتَعَنِّتٍ (٦) … يزدَادُ ظُلما كُلَّما حَكّمْتُه

مَلَّكتُهُ رُوحي ليحفَظَ مُلْكَه … فأضَاعَني وأضاعَ ما مَلّكْتُه

لا ذَنبَ لي إلا هَواهُ لأنّه … لما دَعاني للسّقَامِ أَجَبْتُه

أَحْبابَنا أنفقْتُ عُمْرِى عِندكُمْ … فمتَى أعَوِّضُ بعضَ ما أنفَقْتُه

وبمَنْ أعوذُ إلى سِواكُمْ قَاصِدًا … والقلبُ في عَرصَاتِكُم خَلَّفْتُه


(١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.
(٢) ما بين الحاصرتين مثبت من نسخة ب.
(٣) كذا في الأصل، والنجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ٦٥؛ ومرآة الزمان، جـ ٨، ص ١٨٠. و"الحميدي" في تهذيب تاريخ ابن عساكر، ص ٢٧٧.
(٤) "ابن البقار" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من الخريدة، شعراء الشام، جـ ١، ص ٣١٤؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ١٨٠؛ الأعلام، جـ ٤، ص ١٩١، ط ٢، ١٩٥٩؛ النجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ٦٥.
(٥) "يوم" في نسخة أ، "منذ" في نسخة ب، والمثبت بين الحاصرتين من الخريدة، شعراء الشام، جـ ١، ص ٣١٤؛ النجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ٦٥.
(٦) "مُتَعتَّبٍ" في الخريدة، شعراء الشام، جـ ١، ص ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>