للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليهنكَ سمعٌ لا يلائمه العذلُ … وقلبٌ قسريحٌ لا يملُ ولا يسلو

كأنَّ علىَّ الحبَّ أمسى (١) فريضةً … فليس لقلبي غيرَهُ أبدًا شغلُ

وإني لأهوى الهجرَ ما كان أصلهُ … دلالا ولولا الهجرُ ما عذَبَ الوَصلُ

وأما إذا كان الصدودُ ملالةً … فأيسر ما همَّ الحبيب به القتلُ

وقال السبط في المرآة (٢): يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد أربع مرات، أبو جعفر العلوي الحسني البصري، ويعرف بابن أبي زيد، ومولده سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وقدم بغداد ومدح الإمام الناصر بقصائد، وكان رقيق الشعر مليح النظم، وهو القائل:

هذا العقيق وهذا الجزعُ والبانُ … فاحبس فَلى فيه أوطارٌ وأوطان

آليتُ والحرّ لا يلوي أليته … أن لا يلذّ بطيب النوم أجفان

حتى تعود [ليالينا] (٣) التي سلفت … بالأجر عين وجيراني كما كانوا

أيام أغصان وصلى غيرُ ذاوية … وروضها خَضِلٌ والعمرُ رَيْعانُ

يا حبذا شجر الجرعاء من شجر … وحبذا روضُه المخضل والبانُ

إذا النسيم سري مالت ذوائبه … كأنما الغصن الممطور سكرانُ

فللنسيم على الأغصان هينمة … وللحمام على الأفنان ألحانُ

وبارق لاح والظلماء دَاجِيَة … والنجمُ في الأفق الغربي حَيرانُ

كتمت حُبَك والأجفان تُظهرُه … وليس للحبّ عند العين كتمانُ

غادرت بالغدْر في الأحشاءِ نار جوي … ومذ هجرت ففيض العين غِدرانُ

وكانت وفاته ببغداد في رمضان، ودفن بمقابر قريش، وكان سمع الحديث من أبيه وغيره.


(١) "أضحى" في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٨١.
(٢) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٨١.
(٣) "لياليه في الأصل. والمثبت من الذيل على الروضتين، ص ١٠٠؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٨١.
ـ

<<  <  ج: ص:  >  >>