للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحافظ عماد (١) الدين أبو القاسم علي بن الحافظ بهاء الدين أبي محمد قاسم بن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي، سمع الكثير، ورحل، فمات ببغداد في هذه السنة، ومن لطيف شعره قوله في المروحة:

ومروحةٍ تروحُ كلَّ همِّ … ثلاثةُ أشهرٍ لا بد منها

حُزَيران وتموزُ وآبُ … وفي أيلولَ يُغنى الله عنها

أبو سعيد (٢) محمد بن محمود بن محمد بن عبد الرحمن، المروزي الأصل، الهمذاني المولد، البغدادي المنشأ والوفاة، كان حسن الشكل كامل الأوصاف، له خط حسن، وكان يعرف فنونا كثيرة من العلوم، شافعى المذهب، ويتكلم في مسائل الخلاف، حسن الأخلاق، ومن شعره:

أرى قسم الأرزاق أعجب قسمةٍ … لذي دعةٍ مُثر ومكدّ به الكدُّ

وأحمقُ ذو مالٍ وأحمقُ معدمٌ … وعقلٌ بلاحظٍ وعقلٌ له جُدُّ

يعمّ الغنى والفقر ذا الجهل والحجَى … ولله من قبلُ الأمورِ ومن بعدُ

أبو زكرياء يحيى (٣) بن القاسم بن درع بن الخضر، الشيخ تاج التكريتي، قاضيها، ثم درس بالنظامية ببغداد (٤)، وكان مُتْقِنًا لعلوم كثيرة منها: التفسير، والفقة، والأدب، والنحو، واللغة، وله مصنفات في ذلك كله، وجمع لنفسه تاريخًا، ومن شعره قوله:

لابد للمرء من ضيق ومن سعة … ومن سرور يوافيه ومن حزن

والله يطلب منه شكر نعمته … ما دام فيها ويبغى الصبر في المحنِ

فكن مع الله في الحالين معتنقًا … فرضيْكَ هذين في سر وفي علن

فما على شدة يبقى الزمانُ يكنْ … ولا على نعمة تبقى على الزمنِ

ومن شعره قوله:

لو كان قاضي الهوى علىّ ولي … ما جارَ في الحكمِ مَنْ على ولى

يا يوسفي الجمال عندك لم … تبقَ له حيلة من الحيلِ

إن كان قُدَّ القميصُ من دبرٍ … ففيك قُدَّ الفؤادُ من قُبُلِ


(١) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٢٠؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٢ - جـ ٩٣؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٦٩ - ص ٧٠.
(٢) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٣.
(٣) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٢٠؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٩٣؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٤٠٠.
(٤) المدرسة النظامية ببغداد: بناها الوزير نظام الملك أبو علي الحسن بن علي، سنة ٤٥٧ هـ، ودرس بها الشيخ أبو إسحق الشيرازي. وفيات الأعيان، ج ٢، ص ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>