للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك الأشرف، ولم يكن للأشرف ولد فجعل أخاه المظفر المذكور ولي عهده، وأعطاه ميافارقين وأخلاط وبلادها، وهي إقليم عظيم يضاهي ديار مصر، وأخذ الأشرف منه الرها سروج (١).

ومنها أن الملك المعظم عزل المعتمد مبارز (٢) [٤٠٧] الدين إبراهيم عن ولاية دمشق وولاها العزيز خليل (٣).

ومنها أن في المحرم هبت رياح ببغداد، وجاءت بروق، وسمعت رعود شديدة، وسقطت صاعقة بالجانب الغربي على المنارة المجاورة لعُوق (٤) ومُعِين (٥) فثلمتها، ثم أصلحت وغارت الصاعقة في الأرض (٦).

ومنها أن صاحب سنجار قتل أخاه، فسار الأشرف إليها فأخذها، وعوض صاحب سنجار الرقة (٧).

وفيها أن ابن المشطوب نافق على الأشرف، وعاث في أرض سنجار، وساعده صاحب ماردين (٨)، وكان نجم الدين بن عصرون مع ابن المشطوب قدوزّر له، فسار الأشرف ونزل على دنيسير، وجاء الملك الصالح فأصلح بين صاحب ماردين والأشرف، ودخل ابن مشطوب إلى تل أعفر (٩)، وسار إليه فارس الدين بن صبرة من نصيبين، وبدر الدين لؤلؤ من الموصل وحصراه في تل أعفر، فأنزله بدر الدين لؤلؤ بالأمان وحمله معه إلى الموصل، ثم قيده وبعث به إلى الأشرف، فألقاه الحاجب علي في الجب، فمات


(١) انظر: الكامل، ج ١٠، ص ٤٢٤؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٨.
(٢) مبارز الدين إبراهيم: هو مبارز الدين سنقر الصلاحي، كان مقيما بحلب ثم انتقل إلى ماردين، ومات غبنا سنة ٦٢٠ هـ، وكان محببا إلى الناس، ولم يكن في زمنه أكرم منه.
انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٣٤ - ص ١٣٥؛ المرآة، ج ٨، ص ٤١٣ - ص ٤١٣، الشذرات، ج ٥، ص ٩٣.
(٣) انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٩؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٠١.
(٤) "عُون": كذا في الأصل، والصحيح ما أثبتناه حيث أن دعوق، حي من اليمن.
انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٧٤٦.
(٥) مُعِين: قرية باليمن. معجم البلدان، ج ٤، ص ٥٨١.
(٦) انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٨.
(٧) انظر: مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٧٤ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٨.
(٨) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٢١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٨.
(٩) تل أعفر: اسم قلعة بين سنجار والموصل في وسط واد فيه نهر جار، ويقال عنها أيضا تل يعفر، وتليعفر. أنظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٥٦٣؛ بلدان الخلافة الشرقية، ص ١٣٠، حاشية ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>