للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفيها أرسل السلطان وأحضر الملك المظفر صاحب حماة، وعمه الملك الأفضل على البريد إلى الديار المصرية، فتوجها من حماة، وعندهما خوف عظيم بسبب طلبهما على البريد، ووصلا إلى قلعة الجبل فى اليوم الثامن من خروجهما، وحال وصولهما شملتهما الصدقات السلطانية، وأدخلا الحمام بقلعة الجبل فأنعم عليهما بملبوس يليق بهما، وأقاما فى الخدمة أياما.

ثم خرج السلطان على الهجن إلى الكرك (١)، فسار فى الطريق البعدية من جهة البرية (٢)، وسارت العساكر على الجادة إلى دمشق، وأركب صاحب [٥٩] حماة وعمه على الهجن صحبته، لأنهما حضرا إلى مصر على البريد ولم يكن معهما خيل ولا غلمان، وسارا فى خدمته فى الكرك، ولاقتهما تقادمهما إلى بركة زيزا، فقدّماها للسلطان.

ولما وصل السلطان إلى الكرك والشوبك أعطى الأمير جمال الدين نائبه بها سبع بلاد من أعمالها، ثم سار إلى دمشق فى جمادى الآخرة (٣)، فالتقيه العساكر فيها، ثم سار من دمشق فى ثانى رجب نحو حمص وسلمية ومعه أكثر الجيش، وأخذ وجه البرية متصيدا، ووصل إلى القرقليس وهو جفار فى طرف بلد حمص من الشرق، ونزل عليه، وحضر إلى خدمته هناك مهنى (٤) بن عيسى أمير العرب،


(١) «فى أول جمادى الأولى» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٨٤.
(٢) «وسار إلى الكرك من غير الدرب الذى يسلك منه إلى الشام» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٨٤.
(٣) «فقدمها فى تاسع جمادى الآخرة» - السلوك ج‍ ص ٧٨٤.
(٤) هو مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن غضية بن ربيعة، الأمير حسام الدين، وكان قد ولى إمرة العرب عوضا عن والده وقاعدته سنة ٦٨٣ هـ‍ - ١٢٨٤ م، وتوفى مهنا سنة ٧٣٥ هـ‍ - ١٣٣٤ م - المنهل الصافى.

<<  <  ج: ص:  >  >>