للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخمدوا هذه الفتنة، وبلغ كل واحد من مماليك السلطان إلى مكانه، ثم أنكرت الأمراء على المقدمين أن وافقوا هؤلاء حتى نزلوا من الأبراج، وكانوا قد عزلوا من المماليك الراكبين ستين مملوكا من أشرارهم على أن يتلفوهم، فجرى أمر الله تعالى على ست نفر منهم « ...... » (١)، والباقى سجنوا بخزانة البنود مقيدين، وانفصل الأمر على هذا.

ودخل كتبغا إلى خدمة السلطان وأرسلت إليه والدة السلطان تقول له أن يعفو عن مماليك السلطان وأنهم خشداشية متى فعلت بهم هذا الأمر يكون كل يومين وثلاثة فتنة وفساد حال وإتلاف أنفس، فأشتهى أن تتركونى أنا وولدى نروح إلى الكرك فنقعد هناك، فأربى ولدى إلى (٢) أن أموت أنا، أو يموت هو، ونستريح من هذه الفتن التى تحدث كل ساعة.

فلما بلّغ الطواشى هذا الكلام لكتبغا بكى وشكا مما يجده من الضرر منهم، ومن الركوب عليه كل وقت، وأما السلطان فإنه أستاذى وابن أستاذى، وما عندى أعز منه أحد، إنما أشتهى أن يخرجنى من مصر فإن هؤلاء يعملون على قتلى، وشكا من هذا الباب شكاية كثيرة، ثم إن الحال سكنت على السكوت وإخماد الفتن.

وبقى كتبغا يدخل إلى الخدمة، ولكنه محترس على نفسه، وكذلك مماليكه.


(١) « ...... » خمس كلمات مطموسة.
(٢) «إلى» مكررة فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>