للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتبغا حين جاءه خبر عزل الناصر وتولية كتبغا ولم يوافق على ذلك حتى حكمت عليه الأمراء، وقالوا: إن كتبغا خشداشك وما هو غريب حتى وافقهم على ذلك الأمر حينئذ، وكان قد بلغ ذلك إلى كتبغا من المقلد له بالنيابة، فبقى فى نفسه من ذلك ما حتى مسكه، فلما مسك قيد وحمل إلى مصر، وحبس بها، وتولى عوضه الأمير عز الدين الموصلى.

وقال ابن كثير: وكان عمر العادل يوم توليته نحو خمسين سنة، فإنه من سبى وقعة حمص الأولى التى كانت فى أيام الملك الظاهر بعد وقعة عين جالوت (١)، وكان من الغويراتية، وهم طائفة [١٠٧] من التتر (٢).

وفى يوم الأربعاء مستهل ربيع الأول: ركب الملك العادل كتبغا فى أبهة الملك، وشق القاهرة، ودعى له الناس (٣).

ومن غريب الاتفاق أن العادل كان قد قبض على عز الدين الموصلى واعتقله ببرج الساقية، واقام ثلاثة وتسعين يوما وأخرجه إلى طرابلس، وقبض على عز الدين أيبك الخازندار من طرابلس واعتقله ببرج الساقية، فأقام ثلاثة وتسعين يوما نظير المدة التى كانت لأيبك الموصلى، وهذا أيبك وذاك أيبك والولاية واحدة ومدة السجن واحدة.


(١) «أصله من سبايا التتار، أخذه الملك المنصور قلاون فى وقعة حمص الأولى سنة تسع وخمسين وستمائة» - بدائع الزهور ج‍ ١ ق ١ ص ٣٨٦.
(٢) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣٣٨ - ٣٣٩.
(٣) انظر البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>