للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: عزل العادل الحموى عن نيابة دمشق، واستناب مملوكه سيف الدين غرلو.

وفيها: قصر النيل بالديار المصرية تقصيرا قلق له الناس، وحصل منه اليأس، فكان النوروز ولم يحصل وفاء ولا تغليق، فاقتضى الحال كسر الخليج بغير تخلبق؟؟؟، وبدل العالم بالاتراح عوضا عن الأفراح والانزعاج بدلا من الابتهاج، فابتدأ الغلاء، فى الغلال، والفناء فى النساء والرجال، وأجدب الوجه الغربى من برقة وأعمالها وما يتاخمها فلم يصبها شئ من الوبل ولا من الطل، ولم يزرع بها ما جل ولا ما قل، فهلك أهلها جوعا وعدما وعطشا من ماء السماء، ثم أعقب حدوث الوباء عقبى السنة الشهباء فساقهم القحط والضر إلى انتجاع ديار مصر، فورد منهم إلى الإسكندرية والبحيرة أمم تتجاوز الإحصاء، وانبثوا فى البلاد، وامتدوا فى الربى والوهاد، وجلبوا الوخم إلى العباد ففشت الأمراض العامة، ومنى الخلق بالطامة، ويلغ سعر القمح بالقاهرة ومصر مائة وخمسين درهما نقرة الأردب، والشعير مائة درهم، والفول والحبوب نحو ذلك، واشتد الأمر، وأكل الناس الميتة جهارا، ولحوم الكلاب والقطط والحمير [نهارا (١)]. وقيل: إن بعضهم أكل لحم بعض، وأن إمرأة أكلت ولدها.

[وعم الفناء والموتان، وكثر بسائر البلدان حتى أن بعض البلاد التى كانت مشحنة بالرجال والنسوان خلت من ساكنيها، ولم يبق إلا النزر اليسير فيها (٢)].


(١) [] إضافة من زبدة الفكرة، حيث أن العينى ينقل هذا الخبر عن بيبرس الدوادار.
(٢) [] إضافة من زبدة الفكرة، وانظر أيضا التحفة الملوكية ص ١٤٤ - ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>