للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم صعد فى هذا اليوم إلى مغارة الدم وزارها، وتصدق بجملة من المال، ثم خرج بالعساكر المنصورة من دمشق سحرة يوم الثلاثاء الثانى والعشرين من المحرم [١٣٤] وخرج معه الوزير ابن الخليلى، وفى يوم الأربعاء آخر يوم من المحرم منها تحدث الناس بينهم بوقوع تخبيط بين العساكر وتخلف وتشويش، فغلق باب القلعة، وركبت طائفة من الجيش على باب النصر وقوفا.

وقال: فلما كان وقت العصر وصل الملك العادل إلى القلعة فى خمسة أو ستة من مماليكه فجاء إليه الأمراء، وحضر ابن جماعة وحسام الدين الحمامى، وجدد تحليف الأمراء فحلفوا له، فخلع عليهم، وأمر بالاحتياط على نواب الأمير لاجين وحواصله، وأقام العادل بالقلعة هذه الأيام (١).

وكان الخلف الذى وقع بينهم بوادى فحمة (٢) يوم الإثنين الثانى والعشرين من محرم هذه السنة، وذلك أن الأمير حسام الدين لاجين قد واطأ جماعة من الأمراء فى الباطن بعزل العادل، ووثق منهم، فأشار على العادل - حين خرجوا من دمشق - أن يستصحب معه الخزانة، وذلك أنه (٣) لا يتقوى بها إن رجع إليها، وتكون قوة له (٤) فى الطريق على ما قد عزم عليه من الأمور.


(١) انظر السلوك ج‍ ١ ص ٨٢٣ - ٨٢٤.
(٢) «باللجون بالقرب من وادى فحمة» - تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ٢٢٣، النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ٦٣.
(٣) الضمير هنا يعود إلى الملك العادل كتبغا.
(٤) الضمير هنا يعود إلى حسام الدين لاجين.

<<  <  ج: ص:  >  >>