للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاندنى الدهر فيه حتى … فرق ما بينه وبينى

وبان عصر الشباب عنى … فصرت أبكى لفقد ذين (١)

الشيخ الفاضل أبو الحسن (٢) [بن عبد الله (٣)] بن الشيخ غانم بن على النابلسى.

سمع من عبد الدائم، وعمر الكرمانى، وكان صالحا، كثير التقشف، حسن المحاضرة، متواضعا، خيرا، مات يوم الأربعاء الرابع من ذى القعدة منها، ومولده بدمشق فى شوال سنة أربع وأربعين وستمائة. وله شعر حسن فمنه:

هى النظرة الأولى جرت فى مفاصلى … شغلت بها فى الكون عن كل شاغلى

وأصبحت فى وجدى فريد صبابة … جنونى لا يخفى على كل عاقل

أنزه طرفى أن أرى فى خيامها … سواها وسمعى عن حديث العواذل

وأكتم ما بى من هواها صيانة … فيظهر تأثير الهوى فى شمائلى

لها بالحمى عن أيمن الحمى منزل … أعظمه من بين تلك المنازل

سلام على تلك الخيام وأهلها … ومن حلّ فيها من مقيم وراحل

أسكّان ذاك الحى أين ترحلوا … بقلب محب ضاع بين المحامل

سألتكمو ردّوا الفؤاد فإنه … متاع لأيام الحياة القلائل

أجيراننا بالخيف إن دام هجركم … ولم تسمحوا لى منكم بالتواصل

ألا فابعثوا لى من حماكم رسالة … تكون إلى قلبى أعزّ الرسائل

ولا تبعثوها فى النسيم فإننى … أغار عليها من نسيم الأصائل


(١) تذكرة النبيه.
(٢) وله أيضا ترجمة فى: درة الأسلاك ص ١٣٩، وتذكرة النبيه ج‍ ١ ص ٢٠٨، وفيها أن صاحب الترجمة توفى سنة ٦٩٧ هـ‍.
(٣) [] إضافة من تذكرة النبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>