للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها كان الروك (١) الحسامى بالديار المصرية، وكان إبتداؤه فى جمادى الأولى، (٢) فريكت البلاد، وكتبت الأمثلة (٣) وفرقت، وجلس منكوتمر ليفرقها على العساكر، فكان كل من وقع له مثال لا سبيل له إلى المراجعة فيه، فمن الجند من سعد، ومنهم من شقى، ومنهم من خاب، وأفرد للخاص السلطانى بلاد الأعمال الجيزية ونواحى الصفقة الاطفيحية، وثغرى دمياط والإسكندرية، ونواحى معينة من البلاد القبلية والبحرية (٤).

وقال بيبرس فى تاريخه: وفيها أجمع رأى المنصور ومنكوتمر نائبه على روك النواحى والجهات، وسائر المعاملات، وجميع الاقطاعات، وتجديد ترتيبها، فرسم بجمع الدواوين والكتاب والمستوفين لتحرير المقترحات الروكية، وتحقيق ارتفاع الديار المصرية، وتعيين قوانين نواحيها، ومكلفات مساحة ضواحيها، وجملة متحصلاتها، وعقد معاملاتها، وريع أموالها وغلاتها، فجمعوا جميعا، ورتب معهم الأمير بدر الدين ألك الفارسى الحاجب، والأمير بهاء الدين قراقوش الصوابى الظاهرى [١٥٤] وطولبوا بسرعة النجاز، فعملوا المقترح بعضا


(١) الروك: مسح الأراضى الزراعية فى بلد من البلاد - انظر المواعظ والاعتبار ج‍ ١ ص ٨٧ وما بعدها، كتاب ماليه مصر ص ١٧٤ وما بعدها.
(٢) «خرج الأمراء للروك ومعهم الكتاب وولاة الأقاليم فى سادس عشر جمادى الأولى» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٤٣.
(٣) مثال - مثالات: أول وثيقة يصدرها ديوان الجيش فى أمر الإقطاع، وهى عبارة عن ورقة مختصرة تكتب فيها بيانات الإقطاع - صبح الأعشى ج‍ ١٣ ص ١٥٣، منشور بمنح إقطاع ص ٥ - ٦.
(٤) انظر زبدة الفكرة، وقد نقل منه العينى هذا النص، ثم عاد فكرره ثانيا - انظر ما يلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>