للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترجمان، وتكلم منهم، وكان المتكلم فخر الدين بن الشيرجى، وأحضروا ما كان معهم من المأكول، فلم يظهر له وقع ولا حضر قدام الملك. وقال الملك قازان:

إن الذى تطلبونه من الأمان قد أرسلناه إليكم قبل حضوركم، فرجعوا إلى دمشق، وحضر الأمير إسماعيل إلى مقصورة الخطابة وحضر الخطيب ابن جماعة وفخر الدين ابن الشيرجى وابن القلانسى وابن منجى وجماعة لقراءة الفرمان، واجتمع الناس، وقرئ الفرمان على السدّة. فحمد الناس الله تعالى، وحصل للناس سكون وطمأنينة، وقرب التتار من دمشق وأحدقوا بالغوطة، وكثر العبث والفساد والنهب بالحواضر البرانية مثل العقيبة والشاغور وقصر حجاج وحكر الساق، ووصل الأمير قفجق وبكتمر السلحدار مع جماعة ونزلوا بالميدان الأخضر.

وورد مرسوم من الأمير إسماعيل بأن العلماء والقضاة والأكابر يتحدثون مع أرجواش نائب القلعة ويحسنون له تسليم القلعة [٢٠٣] وإلا يدخل الجيش البلد، ولا تبقى بعد هذا الفلعة ولا البلد، فاجتمع جماعة منهم بدار الحديث وأرسلوا رسولا إلى أرجواش فلم يجبهم، فقاموا فى دار الحديث بأجمعهم إلى باب القلعة وأرسلوا إليه رسولا ثانيا فبلغه سلامهم. فقال: ومن هم الذين أرسلوك؟ فسماهم له بأنسابهم، فقال: هم المنافقون الخائنون للمسلمين، وليس عندى جواب، ومع هذا فهذه بطاقة وصلت إلى من السلطان صاحب مصر مضمونها أنهم قد اجتمعوا على غزة وكسروا الطائفة الذين تبعتهم من التتار، وهو يوصينى بالقلعة، وكان من جملة الجماعة الواقفين بباب القلعة: بدر الدين (١) بن فضل الله.


(١) هو: محمد بن فضل الله العمرى، الدمشقى، القاضى بدر الدين، كاتب السر بدمشق، توفى سنة ٧٠٦ هـ‍/ ١٣٠٦ م - انظر ما يلى فى وفيات ٧٠٦ هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>