للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحلوا منها، فمهما أصاب من ورقة ممزّقة أو غيرها يحضرها إليه ليستدلّ منها على شئ من أحوالهم.

فوجد الفراش رقعة ممزّقة كان جاليش قد كتبها إلى الصاحب بما اتفقا عليه عند موت السلطان، فأحضرها الفراش إلى سيف الدين طرنطاى، فاحتفظ بها، وعلم منها ما كانا عزما عليه من المكيدة، وسار هو ورفيقه حتى إذا صارا من الأردو على مسافة ثلاثة أيام نزلا فى إنتظار الصاحب ومن معه معتقدين أنهم جاءون وراءهم، وكانوا قد توجّهوا من طريق أخرى إلى منكوقان، فلما وصلوا إليه وأعلموه بأنّ لهم رفقة لم يصلوا بعد أنكر منكوقان عليهم، وأمر بأن يربطوا ويقاموا فى الشمس إلى حين وصول رفقتهم (١)، فأرسل الصاحب يخبر طرنطاى بأمره، ويسأله سرعة القدوم ليفكّ من أسره، فقدم طرنطاى.

وجلس [لهم] منكوقان (٢) مجلسا عامّا، وأحضرهم بين يديه، ووقف التراجمة يعبرّون لهم وعنهم، فأمر بأن يجلسوا فى مراتبهم كما يجلسون فى بلادهم، فتنافسوا فى الجلوس، وقصد كلّ من التقدّم على الآخر، ثم سألهم عن وظائفهم، فصار كلّ يدّعى أنه الأكبر، فلما انتهى إلى طرنطاى ذكر أن وظيفته الأتابكيّة وتقدمة الجيش، فأمر أن يجلس فوق جميعهم، فأبى، وضرب جوك الخدمة وقال:

أنا بمرسوم القان أجلس فى المنزلة التى كنت أجلس فيها فى بلادنا، فأعجب منكوقان قوله وقال: هذا قد تبيّن لنا صدقه [وعقله (٣)]، وسأله عن أمر السلطان


(١) بداية الورقة ٢٨ ب من ج‍ ٩ من مخطوط زبدة الفكرة.
(٢) [لهم] إضافة من مخطوط زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٢٨ ب.
(٣) [وعقله] إضافة من مخطوط زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٢٨ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>