للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علاء الدين وكيف كان موته؟ فقال: منذ سلمه المملوك إلى الصاحب ورفقته، وتقدمنا [هم (١)] فى المسير لم نعرف له خبرا، فالقان يسأل من كان معه عن أمره، فعطف [٣٨١] إلى الصاحب وسأله عنه، فقال له إن طرنطاى قتله وزوجة السلطان تشهد بذلك، ولم يكن مع السلطان زوجة، وإنما كان سيف الدين طرنطاى قد اشترى للسلطان جارية تخدمه فى الطريق وعهدتها معه، وكان الصاحب قد أوصاها أن تقول: إنها زوجته وتوافقه على ما رتّبه، فاستدعاها (٢) القان وسألها كيف كان موت السلطان؟ فاستصرخت واستغاثت، وادّعت أن طرنطاى ورفيقه هما اللذان قتلاه، فأحضر طرنطاى عهدة الجارية، وعرف القان كذبها فى زعمها أنها زوجة السلطان (٣)، وأحضر الورقة الممزّقة التى أحضرها إليه الفراش، وهى من جهة جاليش إلى الصاحب بما تآمرا عليه، فتحقق منكوقان غرض الصاحب ونقله الكاذب، فأخّره ودحره، وقدّم طرنطاى وأكرمه، وقبل التقدمة، وسمع الرسالة، وكان مضمونها إن السلطان عز الدين كيكاوس كبير الأخوة وأولاهم بالمملكة، وسأل أن يسيّر إليه القان (٤) يرليغ (٥) بتقليده، ويمنع التتار من الغارات على بلاده والتعرّض إلى رعيته، فأجاب


(١) [هم] إضافة من مخطوط زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٢٨ ب.
(٢) «فاستدعاه» فى الأصل.
(٣) بداية الورقة ٢٩ أمن ج‍ ٩ من مخطوط زبدة الفكرة.
(٤) «الخان» فى زبدة الفكرة.
(٥) يرليغ: كلمة مغولية بمعنى حكم أو قرار أو أمر، ثم استعملت بمعنى أمر أو تفويض صادر من السلطان مباشرة إلى الأشخاص الممتازين، ويقول القلقشندى أن «اليراليغ هى المراسيم» - جامع التواريخ المجلد الثانى ج‍ ١ ص ٢٤٧ هامش (٢)، صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٤٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>