للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكيف يضمر هذه النية، وينجح بهذه الطوية، ولم يخف مواقع هذا القول وخلله؟، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: (نية المرء أبلغ من عمله) (١). وبأىّ طريق تهدر دماء المسلمين التى (٢) من تعرض إليها يكون الله له فى الدنيا والآخرة مطالبا وغريما، ومؤاخذا بقوله تعالى: {(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها، وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً)} (٣).

وإذا كان الأمر كذلك فالبشرى لأهل الإسلام بما نحن عليه من الهمم المصروفة إلى الاستعداد وجمع العساكر التى يكون لها الملائكة الكرام إن شاء الله [تعالى (٤)] من الإمداد (٥)، والاستكثار من الجيوش الإسلامية المتوفرة العدد، المتكاثرة المدد، المدعوة بالنصر الذى يحفها فى الظعن والإقامة، الواثقة بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على عدوهم إلى يوم القيامة (٦)، المبلغة فى دين الله آمالا، المستعدة لإجابة داعى الله إذ قال: {(انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً)} (٧).


(١) قال عليه الصلاة والسلام: «الأعمال بالنية، ولكل امرئ مانوى» فتح البارى ج‍ ١ ص ١٣٥، باب «الإيمان» حديث رقم ٥٤، وانظر بنفس الكتاب أحاديث رقم ١، ٥٤، ٢٥٢٩، ٣٨٩٨، ٥٠٧٠، ٦٦٨٩، ٦٩٥٣.
(٢) «الذى» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(٣) جزء من الآية رقم ٩٣ من سورة النساء رقم ٤.
(٤) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٥) «الاتجاد» - فى زبدة الفكرة.
(٦) قال عليه الصلاة والسلام: «لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال» - انظر سنن أبى داود ج‍ ٣ ص ٤، كتاب الجهاد، باب «فى دوام الجهاد» حديث رقم ٢٤٨٤.
(٧) جزء من الآية رقم ٤١ من سورة التوبة رقم ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>