للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير: وقد كان شيخنا الإمام العلامة شيخ الشافعية وغيرهم برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم (١) بن الشيخ تاج الدين الفزارى مدرّس هذه المدرسة وابن مدرّسها (٢)، يذكر أنه لما حضر الواقف فى أول يوم درس بها وحضر عنده السلطان الملك الناصر يوسف بن العزيز قرئ كتاب الوقف وفيه: ولا تدخلها إمرأة، فقال السلطان: ولا صبىّ. فقال الواقف: يا مولانا ربنا ما يضرب بعصاتين، فإذا ذكر هذه الحكاية تبسّم عندها، وكان هو أول (٣) من درّس بها، ثم ولده كمال الدين من بعده، وجعل نظرها إلى وجيه الدين بن سويد، ثم صار فى ذريته إلى الآن.

وقد أوقف البادرائى على هذه المدرسة أوقافا حسنة دارّة، وجعل بها خزانة كتب حسنة نافعة، [٣٨٨] وقد عاد إلى بغداد فى هذه السنة، وتولّى بها قضاء القضاة كرها منه، فأقام فيه سبعة عشر يوما، ثم توفى إلى رحمة الله فى مستهل ذى الحجة من هذه السنة، ودفن بالشونيزية (٤).

المشدّ الشاعر الأمير سيف الدين على (٥) بن عمر بن قزل، مشدّ الدواوين بدمشق.


(١) هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع، برهان الدين الفزارى، المتوفى سنة ٧٢٩ هـ‍/ ١٣٢٨ م - المنهل الصافى ج‍ ١ ص ٩٩ رقم ٢٤٠ وانظر الدارس ج‍ ١ ص ٢٠٨.
(٢) هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزارى، تاج الدين، المتوفى سنة ٦٩٠ هـ‍/ ١٢٩١ م - المنهل الصافى، الدارس ج‍ ١ ص ٢٠٨.
(٣) «هذا» فى الأصل، والتصحيح من البداية والنهاية.
(٤) انظر البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ١٩٦ - ١٩٧.
(٥) ذكر المؤلف ترجمته مرة ثانية فى وفيات سنة ٦٥٦ هـ‍، وهو ما أجمعت عليه المصادر - انظر ما يلى ص ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>