للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شريعة طاعتنا، وقد كانوا أظهروا للإيلجية الألية (١)، واستلزم (٢) إقدامهم على ذلك كذب القضية، وأيضا كاتبوا الأكراد والروم بخطاب الأخ مرارا، ودعوهم إلى إثارة الشر والفتن سرا وجهارا، وما علموا أن صحارى بلادنا مملوءة من أمثال أولئك، ولا التفات لأحد إلى ذلك، وكتبوا أيضا إلى ملك الكرج بار بن داود، وأثبتوا البرّ والعبودية، (٣) مع أنه عندنا خالص النية والطوية، وحرضوه على العصيان، والبغى والكفران، وأرسلوا الرسل إلى طقطا وسائر أنسابنا بدست قفجاق، وأغروهم على إظهار الخلاف والشقاق، فوقفنا واطلعنا على ما يمكرون، وتوقفنا النظر بم يرجع المرسلون، فلما أتوا وقصوا العجب بما رأوا، وذكروا أنهم أمسكوا فى البيوت إلى حين الإعادة، وقالوا هذه عادتنا وبئست العادة، وقد أتوا بمكتوب مسطور، على الوضع المذكور، فأفصح ذلك أنهم يتكبرون، وحيث يناسب التواضع يتجبرون، وإلا كيف يسوغ أن تكون مكاتباتهم مع المذكورين كذلك، والكتاب الذى أنفذ إلينا بذلك، لا سيما إذا زعموا الألية وخلوص النية، فما عساه أفضى إلى هذا الندا، كما أفضى مرارا فيما مضى، لكنه وصل الخبر حالته أنهم أنفذوا بيبرس بشبهة الحج مع جمع وافر، وعموا على ملوك مكة - شرفها الله تعالى - وأخذوهم بأنهم دعوا لنا فى المواسم الشريفة، والمقامات المنفية، وأى مسلم يقصد بيت الله الحرام، الواجب تعظيمه على كافة الأنام، وهو البيت المطهر للطائفين والعاكفين والركع السجود، ويستوى فيه الأمير والمأمور، والسلطان والجنود.


(١) الألى، الإلى: النعمة - محيط المحيط.
(٢) «واستلزام» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(٣) من الواضح أنه توجد ورقة ناقصة من مخطوط زبدة الفكرة تبدأ من هذا اللفظ، وانظر نهاية هذا السقط فيما يلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>