للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت الوقعة فى الحادى عشر من شعبان من هذه السنة، واستشهد فيها الأمير آنص، وناصر الدين بن الباشقردى الناصرى، ونحو ستة وخمسين من الجند ومماليك الأمراء، وجرحت (١) نحو ثمانين نفرا، وقتلت خيول كثيرة.

ولما سبق البشير إلى الأمراء، ركب الأمير شمس الدين قراسنقر نائب حلب، والأمير زين الدين كتبغا نائب حماة، وبقية الأمراه والعسكر، والتقوهم ودعوا لهم، وفرحوا.

ولما نزلوا الخيم اجتمع رأيهم على أن يكتبوا لنائب الشام والأمراء المصريين ويبشّرونهم بما فتح الله من النصر على الأعداء، وخلاص أسرى المسلمين، فكتبوا كتابا، وخلّقوا عنوانه، وأول الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم «إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» (٢)، «وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً»}. (٣)

ثم عرفوهم بما اتفق من لطف الله تعالى ونصره، فاستبشرت الأمراء بذلك، وضربت البشائر، وفرح أهل دمشق وشكروا الله على ذلك، وتيقن كل أحد منهم أنهم منصورون على عدوهم.

ثم فى ذلك الوقت وصلت جماعة من العرب وأخبروا أن قطلو شاه جاس خلال الديار، وقد سارت خيوله سيرا غير حثيث ينتظر قازان يأتى من بعده، فاتفق رأى الأمراء على أن يكتبوا للسلطان ويستّحثوه على الخروج بالعسكر، ويعرفوه بما اتفق من النصر، فلما وصل الكتاب إلى السلطان فرح فرحا عظيما، وأمر بعرض العساكر والخروج سريعا.


(١) هكذا بالأصل.
(٢) الآية رقم ١ من سورة الفتح رقم ٤٨.
(٣) الآية رقم ٣ من سورة الفتح رقم ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>