للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى ظهورهم ثانى شهر رمضان، فنزلوا على حمية وساقت عساكرنا المنصورة فى إثرهم إلى أن قتلوهم عن آخرهم بقوة الله تعالى.

وسطرت هذه المكاتبة، ونحن نحمد الله تعالى طيبون سالمون، نحن وأمراؤنا وعساكرنا المنصورة، وقد رحلنا إلى دمشق، وكتهنا للجناب أن يشيع خبر هذه البشارة {أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (١).

ولما وقف عليها، وفرحت قلوب الناس، واطمأنت أهل البلاد. واتفق رأيه مع الأمير بدر الدين الفتاح أن يصنعوا زينة مفتخرة، يراها السلطان والعسكر، وذكروا زينة السلطان الملك الأشرف عند أخذ عكا، وطلب سائر مباشرى الأمراء [٢٩٦] وعرفهم أن مرسوم السلطان برز: يعمل كل أمير قلعة وتزيينها بأفخر ملبوس، ويكون من باب النصر (٢) إلى باب السلسلة (٣)، وعرفهم أنه متى فرغ شهر رمضان وتأخر عمل ذلك كانت روحه وماله للسلطان، وكتب مراسيم لسائر الأقاليم أنهم لا يدعون فى بلاد الأمراء من مغانى العرب ولا من أرباب الملهى أحد إلا ويرسلوه إلى المدينة، وكل أمير فى بلده مغانى تأتى وتكون فى قلعة ذلك الأمير، وطلب ناصر الدين الشيخى متولى المدينة وعرفه أن يأخذ أستادرية الأمراء ويرتب لكل أحد مكانا ويسلمه إليه، ثم شرع المباشرون فى طلب الصناع بحيث أنه نودى على أرباب الصنائع أن أحدا منهم لا يعمل عند أحد وأن أحدا لا يستعمل أحدا منهم حتى يفرغ العمل الذى عينوه، ثم وقع الاهتمام فى أمر


(١) جزء من الآية رقم ٢٨ من سورة الرعد رقم ١٣.
(٢) باب النصر: أحد أبواب القاهرة فى سورها الشمالى - المواعظ والاعتبار.
(٣) باب السلسلة: أحد أبواب قلعة الجبل - المواعظ والاعتبار.

<<  <  ج: ص:  >  >>