للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العمل، وتحسنت معيشة التجار سيما تجارة الخشب والقصب وآلة النجارة، واستعملت الحرافيش بالأجرة، وشرع كل أحد يفتخر بصنعه على غيره من أرباب جنسه، وعملوا قلاعا حسنة عظيمة، ووضعوا فيها آلات الحرب والحصار وجعلوا فيها من الصور المضحكة والوحوش والخيالة والفرسان، وزين كل أحد قلعته بأفخر ما يقدر عليه من الفصوص واللآلى والحرير والزركش والأشياء المفتخرة.

وما فرغ شهر رمضان إلاّ وجميع القلاع قد تكامل عملها وزينتها.

وكان أول القلاع على باب النصر، صنعه متولى المدينة، ودخل على النائب بهذا السبب، وصنع فيها من كل شئ من الهزل والجدّ، وعمل حيضانا (١) برسم السكر والليمون، وعين هنالك مماليك بأيديهم كاسات يسقون الجند والأمراء.

وعند وصول السلطان إلى باب النصر ترجلت أرباب الوظائف، وأول من ترجل على كبر سنه كان الأمير بدر الدين بكتاش الفخرى أمير سلاح، وأخذ السلاح (٢)، فطلبه السلطان وسأله أن يركب ويحمل السلاح وهو راكب، فأبى ذلك، وحمل الأمير مبارز الدين الرومى أمير شكار القبة والطير (٣)، والأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار العصاة (٤)، والأمير سيف الدين سنجر الجمقدار الدبّوس، ومشت سائر الأمراء فى منازلها، وكان كل أمير من أصحاب القلاع بسط شققا


(١) حيضان - أحواض - حياض: جمع حوض - لسان العرب، وانظر أيضا المصطلحات المعمارية فى الوثائق المملوكية ص ٣٨.
(٢) «وأخذ سلاح السلطان» - فى السلوك ج‍ ١ ص ٩٣٩.
(٣) يبدو أن المقصود بهما المظلة - انظر صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٧ وما بعدها.
(٤) المقصود الصولجان.

<<  <  ج: ص:  >  >>