للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى أن شخصا من الباعة يبيع اللبن فى بعض الحوانيت بالقاهرة سقط فى الزلزلة حانوته عليه، وظنه الناس قد مات وأقام ثلاثة أيام ولياليها تحت الردم، ثم نظف التراب ووجد الرجل سالما وأخرج حيّا سويا، لأنه تشبكت عليه الأخشاب، وحملت عنه الطوب والتراب، وسلمت له من حانوته جرة لبن، فكان يقتات منها إلى أن نظف عنه الردم.

وفيها: سقط جانب من قلعة صفد وأسوارها، وبرج الباب، عند حدوث هذه الزلزلة، فرممت فى السنة القابلة.

وفيها: تهدّم جانب من جامع بنى أمية وأعيد ترميمه، وأقام الناس أياما وهم خائفون وجلون، ومن مكان إلى مكان ينتقلون، ولمعاودة الزلزلة متوقعون وكان ذلك فى الصيف فتوالت بعدها سموم تلفح فتشوى الوجوه حين تنفخ، ولم يمت مع ذلك إلاّ نفر قليل بالقاهرة ومصر وثغر الإسكندرية.

وقال النويرى: وجزر البحر باسكندرية، ثم رجع فأتلف أموالا عظيمة للتجار، وغرق جماعة كثيرة، وانكشف البحر بساحل عكا، فظهر فى قاعه شئ كثير مما ألقاه أهل عكا فى مدّة حصارها، فتبادر الناس لأخذه، فرجع البحر عليهم فغرّقهم عن آخرهم.

وقال صاحب النزهة: قد تقدم ذكر الاهتمام بعمل القلاع والتفاخر فى زينتها، وكان ابتداء ذلك خامس رمضان وانتهاؤه فى العشر الأخير، وتهتكت الخلائق على التفرج عليها، ولم يخشو الله تعالى، واستمروا على ذلك إلى [أن (١)] استهل شوال، ومشى فيهم المنكر والأمور القبيحة، وصار لكل قلعة أهل يحمل إليها من


(١) [] إضافة تتفق وسياق الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>