للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قد وفد إلى مصر فى الدولة الظاهرية، وكان يقال ابن قرمان، ولم يكن كذلك وإنما كان ابن أخت قرمان.

الأمير عزّ الدين أيدمر الرفا، ذكرناه فى المستشهدين.

وكان من الأمراء المنصورية المشهورين بالفروسية والشجاعة، وحكى من أكابر مماليكه أنه أخذه التركمان. ثم وصل إلى بيت الملك الناصر صاحب حماة.

الأمير عز الدين أيدمر (١) القشاش (٢). قد ذكرناه فى المستشهدين أيضا.

وكان له تقدم وسمعة فى الولايات، وحرمة كبيرة، وآخر ولايته ولاية الغربية، وأضيفت له ولاية الشرقية، وكان يتحدث فى الإقليمين، وكانت له اختراعات فى الأعمال من جملتها: كان يضرب فى الأرض خوازيق ويضع على علوها صارى ببكرة، فإذا علق عليه أحد من المفسدين يجذبونه (٣) إلى فوق جدا، ثم يرخونه إلى أن يقع على خازوق من تلك الخوازيق، فيخرج من جسده حيث يقع منه، وكانت له مهابة فى النفوس ولم يجسر أحد فى أيام ولايته أن يلبس مئزرا أسودا، ولا يتقلد بسيف، ولا يحمل عصى، ولا يركب فرسا. ورئى فى المنام بعد موته راكبا حصانا أشهب. وعليه عدة الحرب، وبيده رمحه، وعليه مهابة عظيمة، فقيل له: بم نلت هذه؟ فقال: غفر الله لى بعمارتى جسر السقفى،


(١) وله أيضا ترجمة فى: الدرر ج‍ ١ ص ٤٥٧ رقم ١١٢٥، النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ٢٠٥.
(٢) «الحشاش» - فى الدرر.
(٣) «يجيدونه» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>