على رغم عذّالى وصلت لحبّها … وطفت سبوعا كاملا بخبائها
وقبلت أعتابا لها ومواطنا … ومرغت خدى فى التراب ببابها
ولى شرف إن صحّ لى ما ذكرته … إذا فزت فى الدنيا بلثم ترابها
ولما رأتنى خاطبتنى بلطفها … وقد أسكرتنى من لذيذ شرابها
ودارت كؤوس العتب بينى وبينها … وما العيش إلا ساعة من عتابها
نعم جودها عدل نعم سخطها رضى … نعم كل عذب فى أليم عذابها
لقد كملت حسنا وفاقت ملاحة … وقد ملكت منها تمام نصابها
وفى حبّها كم مات من مغرم بها … فلو جاوبته عاش عند جوابها
وكم فى ربى نجد قتيل صبابة … وكم طائح قد ظل بين شعابها
[٣٣٠]
وكم عاشق بين الخيام موله … يهيم بها فى بعدها واقترابها
سبت قلبه والحجب ما ارتفعت له … فما حاله عند ارتفاع حجابها
وله يعارض بانت سعاد:
قلبى وإن أطنب العذال مشغول … عن الملام فمهما شئتم قولوا
ما يكتم السرّ إلاّ كيّس فطن … ويظهر الصبر إلاّ ماجد قيل
ويودع السّر إلاّ عند من … تثبت له العدالة لا زيغ ولا ميل
ما كل علم إذا الغيبة اتسعت … له العقول ولا ماء الحسا نيل
أيضا ولا كل مديح بالقريض إذا … نظمته حسنت فيه الأقاويل
يا مدّعى مدح من أسرى الإله به … ليلا فلم يدر إلا وهو محمول