للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على رغم عذّالى وصلت لحبّها … وطفت سبوعا كاملا بخبائها

وقبلت أعتابا لها ومواطنا … ومرغت خدى فى التراب ببابها

ولى شرف إن صحّ لى ما ذكرته … إذا فزت فى الدنيا بلثم ترابها

ولما رأتنى خاطبتنى بلطفها … وقد أسكرتنى من لذيذ شرابها

ودارت كؤوس العتب بينى وبينها … وما العيش إلا ساعة من عتابها

نعم جودها عدل نعم سخطها رضى … نعم كل عذب فى أليم عذابها

لقد كملت حسنا وفاقت ملاحة … وقد ملكت منها تمام نصابها

وفى حبّها كم مات من مغرم بها … فلو جاوبته عاش عند جوابها

وكم فى ربى نجد قتيل صبابة … وكم طائح قد ظل بين شعابها

[٣٣٠]

وكم عاشق بين الخيام موله … يهيم بها فى بعدها واقترابها

سبت قلبه والحجب ما ارتفعت له … فما حاله عند ارتفاع حجابها

وله يعارض بانت سعاد:

قلبى وإن أطنب العذال مشغول … عن الملام فمهما شئتم قولوا

ما يكتم السرّ إلاّ كيّس فطن … ويظهر الصبر إلاّ ماجد قيل

ويودع السّر إلاّ عند من … تثبت له العدالة لا زيغ ولا ميل

ما كل علم إذا الغيبة اتسعت … له العقول ولا ماء الحسا نيل

أيضا ولا كل مديح بالقريض إذا … نظمته حسنت فيه الأقاويل

يا مدّعى مدح من أسرى الإله به … ليلا فلم يدر إلا وهو محمول

<<  <  ج: ص:  >  >>