وقال صاحب النزهة: وصل رسول طقطاى ومعه هدية وتحف، وكان قد حمل مماليك وجواريا كثيرة، فمات أكثرهم فى البحر وبقى منهم قليل، ولما حضر قدّم بعضهم وباع بعضهم، ومن جملة مضمون كتابه: أن السلطان يركب بعسكره وهو أيضا يركب بعسكره ويأخذون بلاد قازان وعسكره بينهم، ويكون لكل منهما مكان يصل إليه خيله، وكتب السلطان فى جوابه: أن الله عز وجل كفاهم أمر غازان، وأن أخاه قد سيرّ إليه رسولا فسأله الصلح، وأنه أسلم واتبع الدين المحمدى والشريعة الإسلامية.
ومنهم: جماعة وصلوا من جهة أبى يعقوب المرينى صاحب الغرب (١)، وفيهم رسول سمى علاء الدين أيدغدى الشهرزورى، أصله من أولاد الشهرزوريّة الذين نفيوا إلى المغرب فى الدولة الظاهرية، وحضر صحبته من جهة صاحب المغرب المذكور هدايا جليلة، وتحف كثيرة، وخيل عربيّة، وبغال مغربيّة، وجمال وقماش، وجملة كثيرة من الذهب العين على سبيل الإمداد والهدية، ووصل معه ركب كبير فيه من المغاربة خلق كثير لقصد الحجاز الشريف، ولما كان أوان الحج حج الرسول المذكور، وحجوا معه جميعا، وعادوا إلى مرسله فى سنة خمس وسبعمائة.
[٣٣٦] وفى النزهة: وكان علاء الدين أيدغدى المذكور من أصحاب الأمير بهاء الدين يعقوبا أمير الأكراد الشهرزوريّة، ولما حصل له العبور إلى مصر مسك يعقوبا فى الدولة الظاهرية هو وجماعة من أكابرهم، فهرب هذا الرجل مع جماعة من الأكراد إلى بلاد البحيرة، ثم دخلوا إلى الإسكندرية، وكان معه شئ من المال، واجتمع بجماعة من المغاربة وعاشرهم إلى أن أخذوا له بضائعا
(١) الغرب: المقصود بلاد المغرب الأقصى - انظر ما يلى.